يشكل صالون متيجة الجهوي للإنتاج و التصدير بولاية البليدة فضاء إقتصاديا هاما للمؤسسات الصناعية للترويج لمنتجاتها و فتح أسواق جديدة لها داخل و خارج الوطن ، حسبما أجمع عليه جل المتعاملين المشاركين فيه الذين اقتربت منهم وأج. و تعرف هذه التظاهرة الاقتصادية في طبعتها الثانية -التي إنطلقت فعالياتها أمس الثلاثاء وستتواصل إلى غاية يوم غد الخميس على مستوى حظيرة السيارات لمركب الشهيد مصطفى تشاكر- مشاركة نحو 80 متعاملا اقتصاديا مختصين في مختلف المجالات على غرار الصناعات الغذائية و التحويلية و مواد البناء و الأثاث ممثلين للعديد من ولايات الوسط. و يعتبر هذا الفضاء الاقتصادي فرصة هامة لهؤلاء المتعاملين الاقتصاديين لإبرام إتفاقيات مع المؤسسات المختصة في التصدير و كذا تجار الجملة لتسويق منتجاتهم سواء على مستوى الأسواق الوطنية أو الخارجية. كما مكن هذا الصالون المؤسسات المختصة في التصدير من التعرف على منتجات جديدة يمكن لها التواجد بالأسواق الخارجية نظرا لجودتها و نوعيتها و طريقة تغليفها التي تساهم كثيرا في تسويقها ، وفق ما أكده المدير العام لشركة "الصباح" المختصة في التجارة و التصدير بولاية البليدة رشيد بوزيان. و أفاد المتحدث بأن مؤسسته تتعامل حاليا مع نحو 11 دولة إفريقية و أوروبية حيث قامت اليوم بتصدير شحنتين من المواد الغذائية موجهة نحو دولتي موريتانيا و فرنسا، لافتا إلى أنه "يطمح مستقبلا لاقتحام أسواق دول الخليج التي وصفها بالجد هامة و كذا التركية". و بدوره أشار محمد بشير ، صاحب مؤسسة أخرى مختصة في التصدير إلى أن مشاركته في هذا الحدث الاقتصادي في طبعته الثانية مكنته من التعرف على منتجات جديدة ذات نوعية على غرار الطلاء و الألمنيوم و الأثاث ، مشيرا إلى أنه باشر إجراءات الاتفاق مع ممثلي عدد من المؤسسات الإنتاجية لتصدير كمية منها نحو الدول الإفريقية خاصة التي تعد من بين الأسواق الخارجية الأكثر طلبا للمنتوج الجزائري. و على غرار مختلف العارضين ، أكد ممثل مؤسسة "سامباك" المختصة في صناعة و تركيب الآلات و المعدات أن منتجاتهم التي تم عرضها بمدخل الصالون حظيت باهتمام المصدرين و أصحاب المؤسسات الصناعية لاسيما في ظل تمتعها بنفس الجودة و النوعية تلك التي يتم إستيرادها من الدول الأوربية مقابل إنخفاض أسعارها. من جهتها، عبرت صاحبة مؤسسة مختصة في خياطة الملابس الجاهزة بولاية تيزي وزو، حياة إيمين عن سعادتها بالمشاركة لأول مرة في هذا الصالون الجهوي الذي أتاح لها الفرصة للتعريف بعلامتها التجارية خاصة وأن مؤسستها فتية النشأة ، مبرزة بأن جهودها خلال الفترة المقبلة ستنصب على الترويج لمنتجاتها التي تقوم حاليا بتسويقها على مستوى المراكز التجارية و المساحات التجارية الكبرى بكل من ولايات تيزي وزو و الجزائر العاصمة و البليدة. و في سياق متصل، أوضح ممثل مجمع "سيم" للصناعات الغذائية فريد الزغيمي أن المجمع توقف عن التصدير منذ أزمة تفشي جائحة كورونا تطبيقا لتعليمات الدولة حفاظا على الأمن الغذائي للبلاد، مشيرا الى أن المجمع الذي يضم عدة مؤسسات مختصة في الصناعات الغذائية على غرار العصائر و المعلبات و العجائن يقوم بتغطية السوق الوطنية بنحو 18 بالمائة من هذه المنتجات. و تضمنت أجنحة هذا الصالون عرض مختلف المنتجات محلية الصنع في مختلف المجالات على غرار الغذائية منها مثل منتجات "سيليا الجزائر" و شركة "بلاط" لمصبرات اللحوم و مجمع "عمور" المختص في المعلبات و العجائن إلى جانب مواد البناء كصناعة الرخام و البلاط و الطلاء و الألمنيوم و كذا منتجات تحويل البلاستيك و الخشب و تركيب الأجهزة الإلكترونية. و بهدف مساعدة المتعاملين الإقتصاديين الراغبين في التوجه نحو التصدير الذي تشجعه الدولة تم على هامش هذه التظاهرة الاقتصادية تنظيم أيام تكوينية من تنظيم الجمارك للتعريف بمختلف التسهيلات الجمركية خاصة التي أقرتها الدولة لمساعدة و مرافقة المصدرين و التي عرفت حضور لافت للمهتمين بهذا المجال. للإشارة ، فقد شهد اليوم الأول من هذا الصالون الجهوي حضور كل من ممثل سفارة روسيابالجزائر و سفيري دولة السينغال و بنغلادش اللذان أكدا حرص بلادهما على تقوية العلاقات التجارية مع الجزائر نظرا لجودة المنتجات الوطنية المعروضة على غرار المواد الغذائية و مواد التجميل و البناء.