منذ طفولتها، حلمت عازفة القانون الأردنية رولا جرادات، بزيارة مدينة قسنطينة، التي سحرتها بكتابات أحلام مستغانمي. تحقق الحلم عام 2014، عندما شاركت لأول مرة في مهرجان المالوف الدولي، لتبدأ علاقة خاصة مع المدينة، التي أسرها جمالها وعمق ثقافتها الموسيقية. تتذكر جرادات تلك اللحظات الأولى على خشبة المسرح الجهوي بقسنطينة، حيث قدمت موشحات أندلسية وسط جمهور وصفته ب"الذواق". وقالت "الجمهور الجزائري يُلهم الفنان لتقديم أفضل ما لديه. تصفيقهم كان متناغمًا مع إيقاع الموشحات، ما جعل التجربة لا تُنسى". في دورتها الثانية عشرة، تعود جرادات إلى قسنطينة، ولكن هذه المرة كقائدة لفرقة "عذوبة" الأردنية، التي أصبحت أول فرقة موسيقية نسائية في الأردن. وأكدت جرادات أن أداء المالوف يتطلب جهدا وإتقانا، ما يجعل المشاركة في المهرجان مسؤولية كبيرة لكل فنان. رولا ليست مجرد عازفة قانون، بل هي أول مايسترو نسائية في الأردن، اختارت آلة القانون لتكون رفيقة مسيرتها الفنية. وتصف القانون بأنه "الآلة التي تشبه الصوت البشري بعذوبته"، مؤكدة أن هذا الاختيار يعكس عشقها للتعبير عن المشاعر الإنسانية عبر الموسيقى. واختتمت جرادات حديثها بالقول "قسنطينة ليست مجرد مدينة، بل هي فضاء يفتح أبوابه للفن والإبداع. المشاركة في مهرجان المالوف تجربة تثبت أن الموسيقى لغة عالمية، قادرة على جمع الشعوب في وئام وسلام".