أكد معلمون وأساتذة و كذا ممثلون نقابيون لقطاع التربية لمختلف ولايات وسط البلاد أن قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون القاضي بالترسيم الفوري لكل المعلمين و الأساتذة المتعاقدين، سيساهم في استقرار القطاع وزيادة التحصيل العلمي للتلاميذ بالاضافة إلى تحسين الظروف الاجتماعية للمعنيين. وعبر معنيون بهذا القرار و كذا زملائهم و ممثلون نقابيون، في تصريحات لوأج، عن تفاؤلهم بالانعكاسات الايجابية التي ستكون لهذا الإجراء، على القطاع كليا، وعلى المعنيين شخصيا، خاصة أنه، كما قالوا، شكل دوما أحد المطالب الأساسية لعمال التربية. فبولاية البليدة، قال العديد من الأساتذة والمعلمين، أن هذا القرار انتظروه "لفترة طويلة" من أجل تسوية وضعيتهم المهنية التي "بقيت معلقة لعدة سنوات بالنسبة لبعضهم"، معتبرين ترسيم الاساتذة المتعاقدين من شأنه أن "يساهم بشكل كبير في الرفع من معنوياتهم" خاصة في ظل تحديد تاريخ نهاية فبراير المقبل كأقصى تقدير للانتهاء من العملية. وعبرت أستاذة متعاقدة تدرس في الطور المتوسط، أنها قلما سعدت لقرار مثل فرحتها بسماع أمر رئيس الجمهورية الذي قالت أنه "سيحقق لها حلمها في تسوية وضعيتها و ترسيمها" بعد تدريسها لمدة ثلاث سنوات كاملة بالتعاقد في مادة اللغة العربية. بدورهم، وصف مجموعة من الأساتذة بإحدى المدارس الابتدائية ببلدية أولاد يعيش، هذا القرار ب "الصائب الذي سيخدم مهنة التعليم لاسيما من ناحية تخفيف الضغوطات التي يتعرض لها الأستاذ المتعاقد". وبولاية الجلفة، قوبل قرار رئيس الجمهورية، باستحسان واسع من قبل المعنيين به الذين اعتبروه "خطوة تعكس مرافقة السلطات العليا للبلاد لهم" كما أنه "مسعى سيخدم حتما القطاع". وقال أستاذ في الطور المتوسط ببلدية سلمانة (الجهة الجنوبية للولاية) أن هذا القرار "فاجأه بشكل إيجابي لأنه لم يكن ينتظره بتاتا"، مشيرا إلى أنه تعاقد مع القطاع لثلاث سنوات كاملة، لتكلل جهوده و صبره بقرار رئاسي "سديد". واعتبرت الأستاذة مليكة.ع التي تعمل بإحدى المؤسسات التربوية ببلدية نائية، قرار الترسيم الفوري "عربون وفاء للمتعاقدين الذين حملوا على عاتقهم العمل لسد العجز في المناصب الشاغرة". وبالشلف أيضا، لقي هذا القرار ارتياحا و تثمينا لدى الأساتذة و مختلف نقابات التربية، إذ اعتبره الأمين الولائي للنقابة المستقلة لعمال التربية و التكوين، يحي عزواو، "خطوة في الاتجاه الصحيح بما يخدم المؤسسة التربوية". وأضاف أن قرار رئيس الجمهورية "خلف ارتياحا لدى الأساتذة و المعلمين المتعاقدين مع قطاع التربية" خاصة، كما قال، أن الترسيم "كان دائما ضمن مطالب الشركاء الاجتماعيين بغرض تثبيت الأساتذة المتعاقدين بما يسمح باستقرار المؤسسة التربوية و المنتسبين لهذه الفئة". بدوره، ثمن محمد قورين، عضو الاتحادية الولائية لعمال التربية بنفس الولاية، قرار إدماج المعلمين و الأساتذة المتعاقدين، لاسيما في ظل "الخبرة المكتسبة" من هذه الفئة، معتبرا أن النتيجة ستكون استقرار المؤسسات التربوية، و بالتالي انعكاس على عملية التحصيل لدى التلاميذ. وعبر من جانبهم، عدد من الأساتذة، عن ارتياحهم لهذا القرار الذي من شأنه المساهمة في "تحسين ظروفهم الاجتماعية" فضلا عن الإنعكاس الإيجابي الذي سيكون له على أدائهم داخل المؤسسة التربوية و بالتالي الرفع من مستوى التحصيل العلمي للتلاميذ. كما استقبل المعلمون و الأساتذة المتعاقدون بولاية تيبازة قرار رئيس الجمهورية بكثير من التفاؤل و الامل، و وصفه مفتش التربية للطور الابتدائي، بن يحيى الجيلالي، بالقرار "الحاسم و الشجاع" في سبيل استقرار قطاع التربية خاصة ان "العديد منهم ظلوا متعاقدين لسنوات عديدة"، كما سجل. ويرى مدير مدرسة ابتدائية بوسط تيبازة، يوسف شاوش، أن القرار "سيساهم بفاعلية في أداء المعلمين الذين سيستفيدون من إجراء الترسيم، ويدفعهم الى مضاعفة جهودهم في الأقسام التعليمية". نفس الانطباعات عبر عنها ببومرداس الأساتذة و المعلمون المعنيون بالقرار على غرار الأستاذ محمد نسيم و علي كير، من ثانوية فرانس فانون، و الذين يروا فيه القرار "التاريخي" الذي "سيضفي مزيدا من الاستقرار في القطاع". بدورهم، رحب ممثلو مختلف النقابات المستقلة التابعة للقطاع بالولاية، على غرار النقابة المحلية المستقلة لعمال التربية والتكوين و الإتحادية الولائية لعمال التربية، بهذا القرار الذي قالوا عنه أنه "لبنة جديدة و هامة في مسار استكمال بناء صرح القطاع التربوي بالجزائر" وأيضا "سابقة في تاريخ القطاع". من جهتهم، ثمن مسؤولون محليون و جهويون بالاتحاد الوطني لعمال التربية و التكوين بولاية البويرة قرار الترسيم، واصفين إياه بالقرار "الشجاع" الذي "تكفل بأحد المطالب القديمة للاتحاد"، حسبما أوضحه عضو بالمكتب الجهوي وسط لهذا الاتحاد، علي مايدي. وأشاد رئيس المكتب المحلي لهذا الاتحاد بولاية البويرة، طلال رمطان هو الآخر بهذا القرار "الصائب" الذي "يستجيب لانشغالات الأستاذة و المعلمين المتعاقدين الذين عانوا لسنوات"، كما رحب العديد من الأساتذة بثانوية نصر الدين مشدالي، بالقرار و قالوا أنه "سيضع حدا لمعاناة المتعاقدين و يضمن استقراهم المهني". وبولاية تيزي وزو، أكد مسؤول الاتحاد الوطني لعمال التربية بالولاية، العربي آيت غربي ان ترسيم الأساتذة المتعاقدين سيكون له تأثير إيجابي على مستويين، الأول على الأساتذة المعنيين، والثاني يخص التلاميذ و استقرار القطاع. نفس الانطباعات عبر عنها معلمون متعاقدون في ولاية بجاية، اذ قالوا أن القرار سيدفعهم لبذل مجهود أكبر في سبيل رفع مستوى التعليم لدى التلاميذ، و يشاركهم تفاؤلهم هذا ممثلوهم النقابيون، من بينهم نبيل فرقنيص من النقابة الوطنية لعمال التربية، و عمورة بوعلام من النقابة المستقلة لعمال التربية، اللذين أكدا أن قرار الترسيم سيساعد كثيرا على استقرار القطاع.