لقيت المجزرة الدموية التي نفذها جيش الاحتلال الصهيوني اليوم الخميس في مخيم جنين بالضفة الغربية واستشهد فيها تسعة فلسطينيين وجرح عشرات الآخرون حسب حصيلة أولية، ادانة عربية واسعة، حيث أجمعت ردود الفعل على ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني و محاسبة الاحتلال على جرائمه المتكررة بحق الفلسطينيين. وفي اطار الحرب الشرسة التي تبنتها الحكومة الجديدة للكيان الصهيوني برئاسة بنيامين نتنياهو لتصفية الوجود والقضية الفلسطينية معا، شنت قوات الاحتلال الصهيوني عدوانا دمويا جديدا صباح اليوم على مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية، أسفر عن استشهاد تسعة فلسطينيين و اصابة 20 أخرين، حسب حصيلة أولية أوردتها وزارة الصحة الفلسطينية. وذكرت تقارير اعلامية أن قوات الاحتلال حاصرت مخيم جنين و أغلقت كافة مداخله وأطلقت الرصاص الحي بهدف القتل بدم بارد، ومنعت الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف من الوصول إلى الجرحى، وتركتهم ينزفون حتى الموت، فضلا عن الاعتداء بقنابل الغاز المسيل للدموع على مستشفى جنين الحكومي. من جهتها أكدت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة في تصريح صحفي، اقتحام قوات الاحتلال مستشفى جنين الحكومي، مشيرة الى أن تلك القوات تعمدت اطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه قسم الأطفال في المستشفى، ما أدى الى إصابة عدد منهم بحالات اختناق. ووصفت وزيرة الصحة الوضع في مخيم جنين بأنه "حرج للغاية"، مرشحة ارتفاع حصيلة الضحايا في ظل تأكيد الهلال الأحمر الفلسطيني وجود العشرات من نداءات الاستغاثة التي تشير إلى سقوط شهداء وجرحى داخل مدينة جنين المحاصرة، والتي يمنع الاحتلال الأطقم الطبية الفلسطينية من الوصول إليها. وأمام هذا الاقتحام الدموي المتجدد و ليس بالجديد للاحتلال ضد المدن الفلسطينية وسكانها، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحداد لمدة ثلاثة أيام و تنكيس الاعلام، كما عم الإضراب الشامل محافظاتالضفة الغربية بما فيها القدس اليوم حدادا على أرواح الشهداء الذين ارتقوا خلال عدوان الاحتلال. وأكدت الرئاسة الفلسطينية أن العجز والصمت الدولي هو ما يشجع الكيان الصهيوني على ارتكاب مزيد من المجازر ضد الشعب الفلسطيني، "والاستخفاف بحياته و العبث بالأمن والاستقرار عبر مواصلته لسياسة التصعيد". كما ناشدت الرئاسة الفلسطينية كافة المؤسسات الحقوقية والمجتمع الدولي بضرورة التحرك "الفوري والعاجل" لكبح الممارسات العنصرية التي يقوم بها جيش الاحتلال في جنين. ==ادانة عربية واسعة للعدوان و دعوة الى توفير الحماية الدولية للفلسطينيين== أجمعت الدول والمنظمات العربية على ادانة "العدوان الهمجي" الجديد للاحتلال الصهيوني على الشعب الفلسطيني في جنين، داعية الى ضرورة "التحرك بشكل عاجل" لوقفه، وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين عبر تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، مع محاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه المتكررة. وفي السياق، أدانت جامعة الدول العربية "المجزرة الدموية الفظيعة" في مخيم ومدينة جنين ودعت الى "التحرك الفوري" لوقف هذا العدوان الدموي على الشعب الفلسطيني و"العمل الجاد" لتوفير نظام الحماية الدولية للفلسطينيين الذي "بات أكثر ضرورة وإلحاحا في ظل مخططات وممارسات وما ترتكبه سلطات الاحتلال من جرائم حرب وجرائم بحق الإنسانية تستدعي المساءلة وملاحقة مرتكبيها أمام العدالة الدولية". وقال سعيد أبوعلي الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية -في تصريح صحفي- ان "هذه المجزرة التي يواصل ارتكابها جيش الاحتلال واستباحة المستشفيات، تأتي استمرارا للحرب التي تشنها حكومة نتنياهو منذ مطلع العام الحالي في القدس وجميع المدن الفلسطينيةالمحتلة". كما أدان الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، ب"أشد العبارات" عملية اقتحام الاحتلال لمدينة ومخيم جنين. وقال المتحدث الرسمي باسمه، جمال رشدي في بيان صحفي، إن "أبو الغيط يتابع التطورات في الأراضي المحتلة بقلق بالغ"، مستنكرا حالة الصمت الدولي حيال ما يجري والتي "تكشف ازدواجية فاضحة في المعايير وتواطؤا مرفوضا ومستهجنا". وضم أبو الغيط صوته إلى الرئاسة الفلسطينية في مطالبة المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، معتبرا أن حالة "اللامبالاة تشجع الاحتلال للمضي قدما في ارتكاب المزيد من الجرائم تحت قيادة حكومة شديدة التطرف". البرلمان العربي أدان هو الاخر ب"أشد العبارات" عملية الاقتحام الدموي لمدينة ومخيم جنين، وحمل في بيان صحفي حكومة اليمين المتطرف المسؤولية الكاملة عما يحدث، والذي "ينذر بمزيد من التوتر والعنف وتفجير الأوضاع في المنطقة". وطالب البرلمان العربي، المجتمع الدولي ومجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان والبرلمانات العربية والأوروبية ب"التدخل الفوري" لوقف ما يحدث من جرائم في مخيم جنين، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل، مشيرا الى أن "عدم المحاسبة شجع سلطة الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم في تحد سافر للقانون والشرعية الدولية". من جهتها، أدانت منظمة التعاون الإسلامي ب"أشد العبارات" الاقتحام العسكري المستمر لقوات الاحتلال لمدينة جنين ومخيمها وحملت سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه "الجريمة النكراء التي تجسد امتدادا لعدوان و إرهاب" الكيان الصهيوني المستمر بحق أبناء الشعب الفلسطيني، مجددة دعوتها للمجتمع الدولي "للتدخل العاجل" من أجل وضع حد لهذه الاعتداءات والجرائم اليومية ومحاسبة مرتكبيها وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. وعبرت كل من مصر والاردن وقطر وسلطنة عمان عن استنكارها للعدوان "الوحشي" للاحتلال على مخيم جنين الذي "يهدد بخروج الأوضاع في الضفة الغربية عن السيطرة"، داعية الى "الوقف الفوري" لهذه الاعتداءات على المدن الفلسطينية. وأجمعت الدول الاربع على ضرورة محاسبة الاحتلال الصهيوني على جرائمه وانتهاكاته بحق الفلسطينيين، مستنكرة "ازدواجية المعايير و السياسات الانتقائية" في تطبيق قرارات الشرعية الدولية.