شهدت العديد من دول العالم يوم الجمعة مظاهرات شعبية حاشدة تنديدا بالعدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة, فيما تتعالى الدعوات للتعجيل بفتح ممرات انسانية لإغاثة سكان القطاع المحاصر الذي يتعرض لإبادة حقيقية, في ظل محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضه. و لبى الملايين من أحرار العالم نداء المقاومة للتظاهر في "جمعة طوفان الاقصى", نصرة لفلسطين وتنديدا بالعدوان الصهيوني الذي دخل يومه السابع. و من الضفة الغربية ولبنان والاردن, مرورا بالعراق و ايران والبحرين وسلطنة عمان وقطر ومصر وتونس, خرجت حشود من المتظاهرين دعما لفلسطين وتنديدا بسياسات الكيان الصهيوني الاستيطانية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم, والانتهاكات المستمرة ضد المسجد الأقصى وجرائمه المرتكبة في قطاع غزة من تقتيل النساء والاطفال وتدمير للبنية التحتية. كما شجب المتظاهرون ما اعتبروه "تقاعس المجتمع الدولي والمنظمات الدولية" عن إغاثة سكان قطاع غزة المحاصر, مطالبين بفتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات. و شهدت الجزائر أيضا تنظيم وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني ومنددة بالعدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة, تم خلالها تجديد المساندة لأبناء هذا الشعب ولقضيته العادلة والتأكيد على حقه في المقاومة لانتزاع الحرية, مع دعوة المجتمع الدولي للخروج عن صمته وحماية الفلسطينيين. و خارج العالم العربي, شهدت تركيا وباكستان و أفغانستان و اندونيسيا وبنغلاديش و اقليم كشمير, مسيرات ضخمة دعما للشعب الفلسطيني وصموده في مواجهة آلة الموت الصهيونية, مطالبة بتقديم كافة أشكال الدعم والاغاثة للقطاع المحاصر. و اتسع نطاق المظاهرات ليشمل دولا أوروبية و آسيوية و أخرى أمريكية, حيث خرج أبناء الجالية الفلسطينية وناشطون ومتضامنون مع فلسطين في كل من اليونان وروسيا وفنزويلا وكوبا والمالديف في فعاليات مماثلة, رفضا للتهجير والتدمير الذي يتعرض له الفلسطينيون, ونصرة للشعب الفلسطيني وتأييدا للمقاومة الفلسطينية. قطاع غزة : وضع كارثي ودعوات للتعجيل بفتح ممرات انسانية في هذه الأثناء, تواصل آلة الموت الصهيونية حصد مزيد من أرواح المدنيين في الضفة الغربية وقطاع غزة لليوم السابع على التوالي, موقعة 1843 شهيدا و7138 مصابا, حسب وزارة الصحة الفلسطينية التي أشارت الى ان أكثر من 50 بالمائة من الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة حتى الآن هم من الأطفال والنساء. و بالموازاة مع ذلك, قام الكيان الصهيوني بقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والمرافق الأساسية الأخرى عن غزة, مهددا سكان القطاع باستهداف كل ما فيه من بيوت وملاجئ عامة, وكل من يقترب من الجدار الفاصل بين الكيان المحتل والقطاع. و أمام تفاقم الوضع, أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه الكامل لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة, لأن ذلك سيكون بمثابة "نكبة ثانية", مشددا على ضرورة وقف العدوان الصهيوني بشكل فوري, وطالب بالسماح بفتح ممرات إنسانية عاجلة لقطاع غزة, و توفير المستلزمات الطبية, وإيصال المياه والكهرباء والوقود للمواطنين هناك. و اعتبرت الأممالمتحدة إن عملية النقل الجماعي "المستحيل" التي تريد سلطات الاحتلال فرضها, ستؤثر على 1.1 مليون أو حوالي نصف سكان قطاع غزة, ودعت بشكل عاجل إلى إلغاء الأمر, فيما اعتبر متحدث باسمها إن أمر الإخلاء هذا يمكن أن يحول "ما هو بالفعل مأساة إلى وضع كارثي". في السياق, وصفت مقررة الأممالمتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة, فرانشيسكا ألبانيز الوضع في قطاع غزة المحاصر ب"الكارثي", داعية إلى وقف العدوان الصهيوني والتوقف عن قصف المدنيين الفلسطينيين, وفتح ممرات إنسانية على الفور للجرحى ومن هم في حالة حرجة في غزة. و كشفت الأممالمتحدة عن أن أكثر من 423 ألف شخص أجبروا على ترك منازلهم في قطاع غزة المحاصر, الذي يتعرض لعدوان صهيوني وحشي وقصف عنيف منذ أسبوع. و أمام هذا الوضع الخطير, أطلقت الأممالمتحدة نداء عاجلا لجمع التبرعات لمساعدة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة, مشددة على ضرورة توفير نحو 294 مليون دولار ل77 شريكا في المجال الإنساني, من أجل تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا لنحو 26ر1 مليون شخص في غزةوالضفة الغربيةالمحتلة.