ندد نائب مدير البحث الميداني في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ياسر عبد الغفور، بحرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها الإحتلال الصهيوني في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، خاصة في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان وحشي منذ 7 أكتوبر، مؤكدا "إننا أمام حالة غير مسبوقة من الجرائم التي ترتكب أمام أنظار العالم". و في تصريح ل/وأج, قال ياسر عبد الغفور إن ما يقوم به الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة "مروع" و "رهيب" و "فاق كل الحدود", حيث يتفنن الاحتلال في "قتل و ابادة الشعب الفلسطيني امام كاميرات العالم, في محاولة لاستئصاله من ارضه, في خرق سافر لكل القوانين والمواثيق الدولية". و استنكر في السياق قصف المستشفيات والمساجد والمدارس ومنازل المدنيين, وقطع الكهرباء وشبكتي الاتصال والانترنت ومنع دخول الوقود, ما ادى الى استشهاد الآلاف من المدنيين العزل وتفاقم الكارثة الانسانية, مشيرا الى الاستهداف الممنهج للأطفال والنساء ومسح عائلات بأكملها من السجل المدني. و قال في هذا الصدد: "طلبت سلطات الاحتلال من العائلات الفلسطينية ان تنتقل الى جنوبغزة, ومن ثمة صبوا عليها نيران القذائف", مذكرا بأن ما ألقي من متفجرات على غزة منذ بداية العدوان الذي يدخل, الأحد, يومه ال23 "يعادل حجم القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما في الحرب العالمية الثانية". و ابرز في السياق أن الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة و انتهاكاته الجسيمة لحقوق الانسان في فلسطين لم تبدأ في 7 اكتوبر الجاري بل منذ بداية الاحتلال, ما ادى الى استشهاد عشرات الآلاف وتشريد الملايين, ناهيك عن -يضيف- "اعتقال الآلاف ممن يعانون الامرين في السجون, انتقاما منهم بسبب تمسك الشعب الفلسطيني بحقه في الحرية والاستقلال". و عبر المسؤول في المركز الفلسطيني لحقوق الانسان عن أسفه لتقاعس المجتمع الدولي عن حماية الشعب الفلسطيني, قائلا : "منظومة حقوق الانسان الدولية عاجزة حتى على ادخال الوقود الى قطاع غزة لإنقاذ ما يمكن انقاذه, خاصة و ان الامر يتعلق بعمل المستشفيات وعلاج المرضى في منطقة تحت الاحتلال, فما بالك بإنقاذ حياة المدنيين". و تابع يقول : "منذ 16 سنة, يحاصر الاحتلال قطاع غزة ويمنع عنه كل شيء, لا ماء ولا غذاء ولا دواء, ولم يحرك العالم ساكنا, و كأن الامر لا يتعلق بأرواح بشرية", مبرزا سياسة الكيل بمكيالين و ازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الدولية. كما نبه الحقوقي الفلسطيني الى جرائم الاحتلال الصهيوني بحق الصحفيين, الذين اصبحوا هدفا لنيرانه, حيث استشهد لحد الآن ما لا يقل عن 24 صحفيا, انتقاما منهم بسبب فضحهم لجرائمه والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في الحرية و الاستقلال, مؤكدا ان الهدف من وراء كل ذلك هو "ترهيب" رجال الإعلام و "تخويفهم". و في الاخير, شدد نائب مدير البحث الميداني في المركز الفلسطيني لحقوق الانسان على أنه "يجب ان ترتفع كل الاصوات من أجل وقف هذا الهجوم الهمجي, الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء ويسعى من خلاله بشكل علني الى ابادة الشعب الفلسطيني", محملا المجتمع الدولي مسؤولية حماية الشعب الفلسطيني الذي, كما قال, يبقى "صامدا ومتمسكا بحقه في تقرير المصير والاستقلال, وهو الحق الذي كفلته كل المواثيق الدولية".