أعلن نادي الأسير الفلسطيني، عن استشهاد اثنين من أسرى قطاع غزة، في سجون الاحتلال، من بينهما طبيب و هو استشاري و رئيس قسم العظام في مستشفى "الشفاء" في قطاع غزة. وقال نادي الأسير في بيان اليوم الخميس، أن الشهيد الدكتور عدنان أحمد عطية البرش (50 عاما)، اعتقل من قبل جيش الاحتلال شهر ديسمبر المنصرم، خلال تواجده في مستشفى "العودة" إلى جانب مجموعة من الأطباء. وأضاف النادي، أنه وفقا للمعلومات المتوفرة والتي أبلغت فيها الشؤون المدنية الفلسطينية، فقد استشهد البرش في سجن (عوفر) في تاريخ 19 ابريل الفائت وما يزال جثمانه محتجزا، علما بأن البرش كان قد تعرض لإصابة خلال تواجده في المستشفى "الإندونيسي" قبل نحو 5 أشهر. وأوضح نادي الأسير، أن الشهيد الثاني هو إسماعيل عبد الباري رجب خضر (33 عاما)، ووفقا للمعلومات التي توفرت فقد استشهد بعد عملية اعتقاله، حيث جرى تسليم جثمانه اليوم مع العشرات من معتقلي غزة الذين أفرج عنهم اليوم عبر معبر كرم أبو سالم، وفق ما أعلنت عنه هيئة الحدود والمعابر في غزة. وقال نادي الأسير، أن الشهيدين البرش وخضر، ارتقيا نتيجة لجرائم التعذيب والجرائم الطبية التي يواجهها المعتقلين من الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، في ظل استمرار جريمة الاخفاء القسري بحقهم. ونعى نادي الأسير باسم الحركة الوطنية الأسيرة، الشهيدين خضر والبرش، اللذان التحقا بشهداء فلسطين في سبيل الحرية، قائلا: "إننا اليوم وبفقداننا للدكتور عدنان البرش فإننا نفقد قامة علمية ونضالية ووطنية، بقي حتى آخر لحظة على رأس عمله قبل اعتقاله متنقلا من مشفى إلى مشفى في غزة لعلاج الجرحى، إلى أن اعتقل على يد قوات الاحتلال من مستشفى العودة في شهر ديسمبر". وتابع: "بالكشف عن استشهاد البرش وخضر، فإن عدد الشهداء الأسرى الذين ارتقوا في سجون الاحتلال ومعسكراته جراء جرائم التعذيب والجرائم الطبية وسياسة التجويع، يرتفع إلى 18 شهيدا وهم ممن تم الإعلان عن استشهادهم ومعرفة هوياتهم باستثناء شهيد من عمال غزة، أعلن عنه دون الكشف عن هويته، ومن المؤكد أن أعدد المعتقلين الشهداء من غزة أكبر". وأكد أنه ومع استمرار جريمة الإخفاء القسري بحق معتقلي غزة فإن عدد الشهداء سيتصاعد بين صفوفهم، وذلك في ضوء شهادات التعذيب والجرائم الوحشية التي عكستها شهادات المعتقلين الذين أفرج عنهم. وأردف نادي الأسير أن المعطيات المتوفرة عن معتقلي غزة ما زالت ضئيلة، فالمعطى الوحيد الذي أعلنت عنه إدارة سجون الاحتلال أن عددهم حتى بداية أبريل المنصرم 849. يشار إلى أن مجموعة من الأسرى الذين أفرج عنهم من سجن (عوفر) أشاروا بشكل واضح إلى قسم (23) الذي يحتجز فيه الاحتلال معتقلي غزة، وما يجري بحقهم من عمليات تعذيب وإذلال على مدار الوقت وذلك من خلال الأصوات التي تصدر من القسم والاقتحامات المتواصلة من قبل قوات القمع المدججة بالسلاح والكلاب البوليسية. وقال النادي: رغم النداءات والمطالبات التي وجهناها لكافة المؤسسات الدولية بمستوياتها المختلفة، لوقف جريمة الإخفاء القسري، لم تلق آذانا صاغية، ورغم محاولات بعض المؤسسات على الصعيد القانوني لكسر التعتيم المستمر على مصيرهم، خاصة أن الاحتلال عمل بكل ما يملك على تطويع القانون لترسيخ جريمة الإخفاء القسري بحق معتقلي غزة. وطالب نادي الأسير، الأممالمتحدة، وكافة المؤسسات الدولية، لتحمل مسؤولياتها تجاه الجرائم التي ينفذها الاحتلال بحق الأسرى والمعتقلين وعدم الاكتفاء بنشر التقارير والشهادات والإعلان عنها والتحذير منها، فبعد نحو 7 شهور من الإبادة واستمرارها، فإن كل ذلك فقد معناه، مع تجاهل الاحتلال المدعوم من قوى دولية واضحة، المجتمع الإنساني، وأصوات الأحرار التي تتعالى من أجل الحق الفلسطيني.