جدّد رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله الزغاري، نداءه بالتدخّل من أجل وقف جريمة الإخفاء القسري بحقّ معتقلي غزّة بعد مرور 138 يومًا على العدوان والإبادة الجماعية المستمرة بحقّ شعبنا في غزّة، وبعد مرور 23 يومًا على قرار محكمة العدل الدولية، والقاضي بفرض تدابير مؤقّتة على دولة الاحتلال لمنعها من اقتراف جرائم إبادة جماعية، وفي ظلّ كذلك مطالبتها بالإفراج عن أسرى الاحتلال، فإنّنا نذكّر العالم أنّ هناك الآلاف من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ومنهم معتقلو غزّة بعد السابع من أكتوبر، والذين يواجهون جريمة الإخفاء القسري. وقال الزغاري:« إنّ قضية معتقلي غزّة تتصاعد التحدّيات فيها، في ظلّ رفض الاحتلال الإفصاح عن أيّ معطيات تتعلّق بمصيرهم، ويرفض السماح للطواقم القانونية بزيارتهم حتّى اليوم ومنع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الاطلاع على أيّ شيء يتعلّق بمصيرهم، إضافة إلى استخدام قوانين وأوامر عسكرية والعمل على تعديلها وتمديدها، لإبقائهم رهن الإخفاء القسري. وتابع الزغاري:«أنّه ومع تصاعد الشهادات المروّعة لمعتقلي غزّة المفرج عنهم، وظهور معطيات جديدة بالغة الخطورة، وتحديدًا فيما يتعلّق بعمليات التّعذيب التي لم نشهدها منذ عقود، فإنّ كلّ ذلك يدفعنا للتساؤل عن الصمت المستمر حيال مصيرهم، في ظلّ انشغال العالم أجمع بمصير أسرى الاحتلال، علمًا أنّ غالبية معتقلي غزّة هم من المدنيين بينهم أطفال وكبار في السّن ونساء، ومنهم كوادر طبيّة وصحفيون". وأضاف أنّ المئات من العائلات، وعلى مدار الفترة الماضية تواصلت مع العديد من الجهات المختصة في سبيل معرفة أيّ شيء بشأن مصير أبنائهم وأقاربهم، إلا أنّ المؤسّسات جميعها، بما فيها مؤسّسات من الأراضي المحتلة عام 1948، لم تتمكّن في الحصول على أيّ إجابة بشأن مصيرهم. وفي ضوء عدّة نداءات وجهناها لكافة المؤسّسات الحقوقية، فإنّنا نجدّد نداءنا في سبيل وضع حدّ لهذه الجريمة المستمرة، مع استمرار العدوان والإبادة، ونحمّل الاحتلال الصهيوني وكلّ القوى الداعمة له المسؤولية الكاملة عن مصير معتقلي غزّة. نادي الأسير الفلسطينيّ مجدّدًا أبرز المعطيات عن قضية معتقلي غزّة بعد السابع من أكتوبر: -إنّ شهادات معتقلي غزّة ومنهم نساء وأطفال، تعكس مستوى عالٍ من التوحّش جرّاء عمليات التّعذيب والتّنكيل وظروف الاحتجاز القاسية والمذلّة، والتي تسبّب لهم إصابات جسدية، عدا الآثار النفسية التي تعرّضوا لها نتيجة لعمليات التّعذيب والإذلال. - وما يزال الاحتلال الصهيوني يرفض الإفصاح عن أيّة معطيات واضحة عن معتقلي غزّة في سجونه ومعسكراته، وينفّذ بحقّهم جريمة الإخفاء القسري. - نؤكّد أنّ ما يتوفّر للمؤسّسات من معطيات حتى اليوم، هي معطيات ضئيلة جدًا حصلت عليها المؤسّسات من خلال المعتقلين الذين أفرج عنهم، حيث تواجه المؤسّسات تحديات كبيرة في متابعة قضية معتقلي غزّة، والمعطيات المتوفّرة تتمثل ببعض أسماء المعسكرات والسجون التي يحتجز فيها المعتقلين من غزّة، منها معسكر (سديه تيمان) في بئر السبع، ومعسكر (عناتوت)، وسجن (عوفر)، وسجن (الدامون)، ومعسكرات أخرى تابعة لجيش الاحتلال. - وعلى صعيد قضية معتقلي غزّة الذين استشهدوا في سجون ومعسكرات الاحتلال، فإنّ اثنين من معتقلي غزّة من أصل 7 معتقلين استشهدوا في سجون الاحتلال بعد السابع من أكتوبر، أحدهما تم الكشف عن هويته، وآخر لم يكشف الاحتلال عن هويته، هذا عدا اعتراف الاحتلال بإعدام أحد المعتقلين، إضافة إلى ما كشف عنه إعلام الاحتلال عن استشهاد مجموعة من المعتقلين في معسكر (سديه تيمان) في بئر السبع. - وكانت إدارة سجون الاحتلال قد أعلنت في نهاية شهر كانون الثاني/ جانفي عن احتجاز 606 من معتقلي غزّة صنّفتهم (بالمقاتلين غير الشرعيين) بحسب توصيف الاحتلال لهم، منهم أسيرات. - علمًا أنّه وبحسب المؤسّسات المختصة ومؤسّسات حقوقية دولية فإنّ التقديرات لأعداد معتقلي غزّة تصل إلى الآلاف، غالبيتهم من المدنيين.