صرح المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان أن جيش الاحتلال تعمد تدمير مدارس ومنشآت تعليمية في إصرار على هدم شامل لجميع مناحي ومقومات الحياة في قطاع غزة في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي تستهدف الفلسطينيين هناك. وأبرز المرصد, في بيان له أمس الاربعاء, أن قوات الاحتلال دمرت 80% من مدارس قطاع غزة بين كلي وجزئي في هجومها العسكري منذ السابع من أكتوبر الماضي, وهو ما وصفه خبراء الأممالمتحدة في بيان مشترك, بأنه يمثل إبادة تعليمية ويحرم جيلا آخر من الفلسطينيين من مستقبلهم. الى جانب التدمير الواسع النطاق للمدارس و المنشآت التعليمية, قدر المرصد الحقوقي أن اكثر من 6500 طالب و 756 معلما استشهدوا و أصيب الاف أخرون في الهجوم العسكري الصهيوني على قطاع غزة حتى منتصف أبريل المنصرم, ناهيك عن حرمان 625 الف طالب من حقهم في التعليم على مدار عام دراسي كامل. وقال المرصد أن انسحاب قوات الاحتلال من حي الزيتون جنوب مدينة غزة صباح أمس بعد سبعة أيام من الاجتياح البري, تكشف معه تدميرها لثلاثة مدارس هي عين جالوت وعطا الشوا وحسن النخالة, التي سبق أن شيدت بتمويل ياباني, إلى جانب تدمير مستوصف الزيتون الطبي الذي كان يخدم نحو 80 ألف نسمة من سكان الحي. وأشار المرصد إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت خلال الأيام الماضية 6 مدارس للأونروا في جباليا شمال قطاع غزة, كانت تؤوي آلاف النازحين بعد أن قصفتها وأطلقت النار تجاهها, وهجرت النازحين داخلها مرة أخرى واعتقلت واستهدفت أعدادا منهم ولا يعرف على وجه الدقة حتى الآن إن كانت استكملت تدميرها أم اكتفت بالدمار الجزئي الذي لحق بها جراء القصف. ونوه إلى أن هذه المدارس تضاف إلى مئات التي دمرتها قوات الاحتلال كليا أو جزئيا منذ 7 أكتوبر أول الماضي, سواء بالقصف الجوي أو المدفعي أو من خلال نسفها بالمتفجرات أو تجريفها بالجرافات. ولفت إلى أن هذه المعطيات أكدتها دراسة أجرتها صحيفة نيويورك تايمز وكشفت أن أكثر من 80% من المدارس والجامعات في غزة دمرت أو تعرضت لأضرار بالغة منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة في 7 أكتوبر الماضي, حيث أوضحت الدراسة أن أكثر من 200 مدرسة في القطاع تعرضت لضربات مباشرة بالصواريخ أو القنابل أو المدفعية. وأشار المرصد الى أنه حتى المدارس التي تتولى وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إدارتها والتي تحولت إلى مراكز إيواء لمئات آلاف المدنيين النازحين قسرا, تعرضت وما تزال لهجمات الاحتلال المكثفة. وذكر الأور ومتوسطي بتصريحات رئيس مكتب مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة, أجيث سونغاي, التي قال فيها أن النظام التعليمي في غزة "لم يعد له وجود في هذه المرحلة", في ظل استخدام المدارس كملاجئ أو تدميرها في عمليات القصف بحيث لم تعد هناك مساحة لتعلم الأطفال. وشدد المرصد الحقوقي على أهمية حماية المدارس خلال الهجمات العسكرية التي تشنها قوات الاحتلال ضد قطاع غزة وضرورة ضغط المجتمع الدولي على الاحتلال لوقف عملياته العسكرية ضد وداخل مدارس القطاع, لما في ذلك من ضرورة لا غنى عنها لضمان حق الأطفال الفلسطينيين في التعليم, رغم الحاجة الهائلة لعمليات الإصلاح وإعادة الإعمار اللازمة لهذه المدارس والتحقق من عدم وجود أسلحة ومعدات عسكرية قبل أن يمكن استخدام هذه المدرسة مرة أخرى بأمان. ولفت المرصد الحقوقي إلى أن ممارسات تحويل المرافق التعليمية إلى قواعد عسكرية يعد امتدادا للإرث الاستعماري القائم على الهيمنة وتفكيك المكونات الأصيلة والأساسية للشعوب, لا سيما الثقافية والتعليمية. وجدد المرصد مطالبته بضرورة تمكين لجان تحقيق ولجان فنية متخصصة من الدخول إلى قطاع غزة والتحقيق في الجرائم المروعة التي ترتكبها سلطات الاحتلال, ومساءلتها عن انتهاكها الخطير لكافة قواعد القانون الدولي، بما في ذلك الاتفاقية الدولية لمنع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية. وفي مارس الماضي, أدان نحو مائة أكاديمي أوروبي مرموق في عريضة أطلقها المرصد الأورومتوسطي جريمة الإبادة الجماعية التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد المدنيين في غزة وتعمد تصفيتهم جسديا وثقافيا, بما في ذلك الاستهداف والتدمير المنهجي للنظام التعليمي في القطاع. وكان المرصد الحقوقي وثق في تقرير له في 13 ديسمبر أن جيش الاحتلال حول مدارس اتخذها عشرات آلاف النازحين ملاجئ إيواء, إلى مراكز عسكرية وإعدامات ميدانية. وفي حينه, نشر المرصد شهادات عن تنفيذ جيش الاحتلال عمليات إعدام وقتل عمدية ضد مدنيين فلسطينيين بعد احتجازهم لأيام داخل مدارس لجئوا إليها بعد طردهم من منازلهم ونزوحهم القسري.