استقبل رئيس مجلس الأمة، السيد صالح قوجيل, يوم الثلاثاء, وفدا برلمانيا عن المجموعة الخاصة للمتوسط والشرق الأوسط, لجنة الديمقراطية والأمن واللجنة الفرعية حول المرونة والأمن المدني، وهي هيئات تابعة للجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال الأطلسي، حسب ما أورده بيان للمجلس. وأوضح نفس المصدر أن هذا اللقاء شكل "سانحة تبادل فيها الطرفان وجهات النظر حول أبرز الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تخص منطقة المتوسط وسبل تعزيز التعاون البرلماني الإقليمي من أجل رفع التحديات التي تواجه شعوبها". وأشار رئيس مجلس الأمة خلال هذا اللقاء إلى "فضائل الثقافة المتوسطية القائمة على الحوار والتعايش السلمي والشراكة ونبذ الإقصاء والتعصب والعنصرية", مبديا "أسفه للانزلاقات الأمنية والأخلاقية التي شوهت المنطقة بالعنف والإرهاب والاستعمار الاستيطاني والإبادة الجماعية والتهجير القسري في غزة والأراضي الفلسطينيةالمحتلة". وثمن في ذات السياق "مبادرات التعاون والتنسيق التي تقوم بها منظمات البرلمانية المعنية بمنطقة المتوسط", داعيا إلى"ترقيتها بما يخدم شعوب المنطقة في الضفتين مع تغليب مصالح الشعوب المستضعفة وإعادة الاعتبار للقوانين الدولية وعلى رأسها القانون الدولي الإنساني". كما أكد في ذات على ضرورة "تكثيف مساهمة البرلمانيين من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية باعتبارها آلية مهمة للقضاء على الإرهاب والتطرف العنيف وفقا للمقاربة الجزائرية الشاملة، النابعة من تجربتها الناجحة في القضاء على الإرهاب". واستعرض السيد صالح قوجيل "أسس بناء الجزائر الجديدة التي يرسي دعائمها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، والقائمة على مرجعية تاريخية نابعة من مبادئ ثورة نوفمبر 1954 والتي تحتفل الجزائر هذا العام بسبعينيتها". وأكد في ذات السياق أن "هذه المرجعية كرست ثورة جديدة ضد الممارسات القديمة وجسدت نهضة اقتصادية جديدة جوهرها المعرفة والتنوع والابتكار والانتقال الطاقوي ورسخت قيما إنسانية نبيلة تعلو فيها حقوق الشعوب وسيادة الدول". كما استحضر رئيس مجلس الأمة "مواقف الجزائر الثابتة تجاه المسائل الأمنية والمناخية في منطقة المتوسط والساحل الإفريقي والحلول والمقاربات المتوازنة التي ترافع عنها دبلوماسيتها بتوجيه وإشراف من رئيس الجمهورية". وأوضح في هذا الصدد أن "استقرار منطقة المتوسط وإفريقيا مرهون بالتوصل إلى حل عادل لقضيتي فلسطين والصحراء الغربية والتوقف عن ممارسة الوصاية وسياسة الكيل بمكيالين مع إدراك الخطورة الوجودية التي يشكلها الاستعمار المتعنت في إفريقيا وحوض المتوسط", مبرزا أهمية "دعم المساواة في السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ومنح الشعوب حقها في تقرير المصير". من جهته، أكد نائب رئيس الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي ورئيس اللجنة الفرعية للشراكات، السيد ماركوس بستيريلو, على "استثنائية الظروف الإقليمية والدولية الراهنة وخصوصية الأزمات التي تواجه منطقة المتوسط بما في ذلك الحروب والنزاعات والتغير المناخي", مشيرا أن الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي "تسعى إلى تعزيز الأمن والسلم وترقية الشراكة المثمرة بين الدول". وأضاف أن زيارة وفد عن هذه الجمعية إلى الجزائر "يعكس حرصها على توسيع التعاون والتنسيق مع الدول المؤثرة في حوض المتوسط وتحقيق المرونة في التعامل بين الحلف والجزائر وكذا السماح بتبادل وجهات النظر حول جل القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يسهم في فهم أكثر لحقائق المسائل المرتبطة بالتحديات المشتركة والقضايا التي تهم أمن ضفتي المتوسط". كما نوه ب"الطرح الذي عبر عنه رئيس مجلس الأمة، والقائم على سردية تاريخية موضوعية", مشيرا الى أن "الوضع الدولي الراهن بأزماته وتحولاته المتسارعة يزيد من أهمية دور الجزائر المحوري في معالجة القضايا المطروحة ويجعل الشراكة معها, بوصفها دولة بتجارب تنموية وأمنية ثرية وناجحة, خيارا بناء".