يعرف صالون الجزائر الدولي ال27 للكتاب (سيلا), منذ افتتاحه على الجمهور الخميس الماضي, إقبالا كبيرا من طرف الجمهور على الإصدارات التاريخية, لتزامن هذه الطبعة مع الاحتفالات المخلدة للذكرى ال70 لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة. وشهد اليوم السادس للصالون, وعلى غرار الأيام السابقة, توافدا كبيرا للزوار, وخصوصا منهم طلبة الجامعات والباحثين القادمين من مختلف ولايات الوطن للإطلاع و لاقتناء آخر الاصدارات, بما فيها في مجال تاريخ المقاومة والثورة التحريرية ومذكرات وسير المجاهدين, وكذا لقاء العديد من المؤرخين والباحثين في إطار الندوات التاريخية المبرمجة. وفي هذا الإطار, أوضح مدير دار "الحكمة", أحمد ماضي, أن الدار تحضر بالعديد من الإصدارات التاريخية, بالعربية والفرنسية, لافتا في هذا الإطار إلى عناوين من قبيل "مواقف الدول العربية من القضية الجزائرية 1954- 1962" لمريم صغير, و"الحاج أحمد باي في الشرق الجزائري, رجل دولة ومقاوم 1830- 1848" لبوضرساية بوعزة, وكذا العديد من مؤلفات المؤرخ الراحل محمد العربي الزبيري بما فيها ترجمته لكتاب "المرآة" لحمدان بن عثمان خوجة. واعتبر, من جهته, مدير منشورات "الحبر", امحند اسماعيل, أن "الجمهور الجزائري متعطش للاطلاع على الكتب التاريخية التي تتعلق بالذاكرة, ومذكرات الفاعلين التاريخيين, وموضوع الثورة التحريرية ..", مضيفا أنه "تلبية لتطلعات القراء, تعمل الدار على ترجمة نصوص تهتم بالتاريخ الجزائري, على غرار ترجمة مؤلفين للمؤرخ الراحل عبد المجيد مرداسي, من الفرنسية إلى العربية, هما "50 مفتاحا للخمسينية" و"الحكومة الجزائرية المؤقتة", وكذا إصدار مؤلفات أخرى في هذا السياق, منها كتاب "حفيظ كرمان (سي مالك) .. من حركة الطلبة إلى الثورة في ألمانيا الفيدرالية" لعبد النور كرمان. وأشار ممثل منشورات المؤسسة الوطنية للإتصال النشر والإشهار (أناب), حسان غراب, إلى أن "القارئ الجزائري شغوف ومهتم كثيرا بالكتب التي تتمحور حول تاريخ الجزائر, حيث يكتسي موضوع التاريخ والذاكرة أهمية خاصة في بحث هذا القارئ عن جديد الكتب الصادرة كل سنة", مبرزا أن المؤسسة "تصدر كتبا متنوعة التخصصات والمجالات من أجل تلبية اهتمامات القراء تشمل أيضا التاريخ ..". وذكر المتحدث أنه بمناسبة الصالون تم "تخصيص تخفيضات تقدر ب 30 بالمائة على مختلف العناوين المقترحة أمام الجمهور, بهدف تشجيع المقروئية", لافتا, في سياق كلامه, إلى حضور مؤلف تاريخي جديد بالجناح بمناسبة الصالون هو "جرائم فرنسا في الجزائر .. 1830- 1847" لكريمة آيت دحمان. ومن جانبه, أكد ممثل منشورات "القصبة", سعيد سبعون, أن الدار "تقدم 17 عنوانا جديدا بمناسبة الصالون, وهي عناوين تتعلق أساسا بقضايا التاريخ الجزائري, باعتباره من الموضوعات التي ما تزال تثير إهتمام وانشغال القراء, خاصة منهم الشباب الذين لديهم شغف بهذا النوع من المؤلفات التي تتناول الذاكرة ..". وبدوره, أفاد ممثل دار "المعرفة العالمية", لولمي محمد لمين, أن الجناح الذي يعرض "قرابة 800 عنوان", يعرف "إقبالا كبيرا على الكتب الدينية والتراثية من قبل الجمهور, وكذا التي تتطرق لتاريخ الجزائر", مضيفا أن من بين الكتب الأكثر إقبالا "آثار العلامة عبد الحميد بن باديس". وأما ممثل "ديوان المطبوعات الجامعية", فقد أبرز أن الجناح يعرف "منذ الإفتتاح حركية وحضور للطلبة والباحثين الجامعيين للبحث عن كتب حديثة في شتى التخصصات تساعدهم في إنجاز بحوثهم ورسائلهم", مضيفا أنه "تم بمناسبة الصالون إصدار 160 عنوانا جديدا, بين ورقية وأيضا إلكترونية يمكن تحميلها من على منصة الديوان "إقرأ", وهذا في شتى التخصصات من بينها التاريخ ..", لافتا إلى إصدارات من قبيل "أرز الونشريس, من ذكريات الحرب" لمحمد بوديبة, و"دراسات في الحركة الوطنية والثورة الجزائرية" لحميدي أبو بكر الصديق. وشهدت, من جهتها, دار النشر "الوعي", إقبالا كبيرا على مؤلفاتها الجديدة, وخصوصا التاريخية منها, من قبيل "نشأة الجمهورية الجزائرية .. وصف أركان الدولة ومقوماتها الداخلية 1516- 1830" لمحمد دومير, وسلسلة كتب عن الأمير عبد القادر, وسلسلة كتب أخرى عن الإمام عبد الحميد بن باديس. وتتواصل فعاليات الطبعة ال27 لصالون الجزائر الدولي للكتاب لغاية 16 نوفمبر الجاري بقصر المعارض الصنوبر البحري, بمشاركة 1007 ناشرين من 40 دولة, من بينهم 290 ناشرا جزائريا.