عشرة أيام مرت كلمح البصر بالنسبة لعشاق الكتاب الذين زاروا الصالون الدولي للكتاب بالجزائر العاصمة، أيام حاول فيها كتاب الأدب والكتب السياسية والكتاب العلمي والديني،وحتى كتاب الطفل،الذي قدمته دور النشر من 43 دولة،استقطاب القارئ الجزائري إلى هذا الحدث السنوي، ولا يختلف اثنان من زوار المعرض،أو حتى الناشرين الذين شاركوا في الصالون ،على وصف دورة هذا العالم للصالون بالجيدة من ناحية الإقبال الكبير للجمهور و خاصة الحضور القوي للعائلات التي جاءت رفقة اطفالهم متواضعة ، مقارنة بالعام الماضي،من حيث التميز الذي صنعته سيلا العام الماضي بحضور شخصيات هامة جدا صنعت الحدث كالمجاهدة الكبيرة "جميلة بوحيرد "التي حضرت إلى الصالون الدولي لتكذب إشاعة وفاتها،ليحرك الحدث الإعلام العربي،إلى درجة أن قناة الميادين قررت تنظيم حفل ضخم ببيروت،تكريما لمسيرتها المشرفة. وبدا الصالون الدولي للكتاب هذا العام خاليا من المفاجآت في النشر الجزائري أيضا،مقارنة بالموسم الماضي،حيث أعطت دورة العام الماضي الضوء الأخضر لنشر حوالي 40 عملا أدبيا جزائريا جديدا،بين الرواية والشعر والقصة القصيرة،ليصنع شباب الصحافة الجزائرية الحدث بامتياز،وينافسوا كبار الكتاب على طاولات البيع بالتوقيع،في جو تنافست فيه الأجيال على القارئ الجزائري. أسماء كثيرة من الأدباء و الكتاب وقعوا أعمالهم الجديدة وهناك من وقع طبعته الثانية لتمر روايات الكبار في جو هادئ،وبالتجول في أجنحة دور النشر الجزائرية الكبيرة،على غرار القصبة والشهاب ، لمسنا الهدوء والحركة المتباطئة في وتيرة بيع الكتب،فلم نلاحظ طيلة الأسبوع مشهد اصطفاف القارئ الجزائري للحصول على الكتب التاريخية والمذكرات تحديدا،كما حدث السنة الماضية مع مذكرات مجاهدة في جيش التحرير الوطني لزهرة ظريف،التي صنعت الحدث لأشهر إلا أن بعض الأجنحة الآخرى كالمؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار و دار فيسيرا التي عرفت توافدا كبيرا من قبل الأدباء إلى جانب دار الحكمة التي كرمت بفضاءها الباحث والمؤرخ محمد العربي الزبيري، نظير مجهوداته العلمية في كتابة تاريخ الجزائر حيث اعتبر أحمد ماضي رئيس النقابة الوطنية للناشرين خلال الكلمة التي ألقاها بالمناسبة أن العربي الزبيري يعد من أهم الباحثين في تاريخ الجزائر،إذ تنم مؤلفاته العديدة التي تناولت جوانب مختلفة من تاريخ الجزائر على حس نقدي عميق وشعور بالمسؤولية. وأضاف أحمد ماضي أن دار الحكمة أصدرت بمناسبة فعاليات صالون الجزائر الدولي للكتاب،الأعمال الكاملة للعربي الزبيري،حتى تكون في متناول القارئ الجزائري الذي يبحث عن الحقيقة التاريخية بعيدا عن تأثيرات المدرسة الفرنسية. إن أسماء متميزة في عالم الإبداع الإعلامي و الأدبي و التاريخي كانت حاضرة لتوقع كتبها من خلال جلسات البيع بالتوقيع ، وكان للتاريخ،خاصة المتعلق بالثورة والحركة الوطنية،مكانه ومكانته في منشورات الأجنحة دور النشر الوطنية . الشيء الأكيد أنه كان و لا يزال الهدف من الصالون هو خدمة الكتاب بتولى الذاكرة الثقافية و الفنية و التاريخية و الأدبية و السياسية للجزائر .