قمعت قوات الأمن المخزنية بشكل وحشي, أمس الأربعاء, مسيرة طلابية بمنطقة تازة (شمال المغرب), و اعتقلت عشرات الطلبة بشكل تعسفي, في محاولة لوأد الحركات الاحتجاجية السلمية المطالبة بالحقوق المشروعة. و قال الاتحاد الوطني لطلبة المغرب- فرع النهج الديمقراطي بالحي الجامعي لتازة في بيان له, أن هذه المسيرة الطلابية "تأتي دفاعا عن المطالب العادلة والمشروعة, خاصة ما تعلق بالنقل و ظروف التمدرس", حيث رفع المتظاهرون شعارات مثل "يا نظام يا صهيون.. تازة في العيون", "اعتقالات استشهادات تؤجج النضالات", "يا نظام يا صهيون, الطلبة في العيون" و "لا سلام لا استسلام.. المعركة إلى الأمام". و أضاف البيان أن هذه المظاهرة قوبلت ب"قمع أهوج" من طرف القوات المخزنية, ما خلف إصابات خطيرة في صفوف الجماهير الطلابية و اعتقالات بالجملة في صفوف الطلبة ومناضليهم. و حسب البيان, لا يزال مصير مجموعة من الطلبة حتى الآن مجهولا, مشيرا إلى أن قوات الأمن مازالت تطوق المدينة و مختلف أطراف الحي الجامعي والكلية, "مما ينذر بوقوع كوارث أخرى". و ندد الاتحاد الطلابي بإمعان المخزن في اعتماد المقاربة الأمنية لوأد الحركات الاحتجاجية التي تطالب بوضع حد للفساد و القمع و توفير شروط العيش الكريم, مؤكدا عزمه على "الاستمرار في المعركة النضالية والدفاع عن المعتقلين السياسيين". وخرج طلبة المركبين الجامعيين بكل من "ظهر المهراز" و "سايس" بفاس بدورهم, في مظاهرة احتجاجية, تضامنا مع زملائهم بتازة, حيث نددوا بالتدخل القمعي بحق الطلبة وبالاعتقالات السياسية التي طالت العديد منهم,مؤكدين أنه "بدل تقديم إجابة للمطالب العادلة والمشروعة للجماهير الطلابية, لجأ النظام القائم إلى نهج اسلوبه المعهود في محاولة منه لاجتثاث الفعل النضالي كمدخل من اجل خوصصة الجامعة". وأدان المحتجون هذا "الإجرام المرتكب في حق الجماهير الطلابية", معربين عن تضامنهم المبدئي و "اللامشروط" مع هؤلاء الطلبة, كما أعلنوا عن استعدادهم للنضال أكثر من اجل "رفع العسكرة عن الجامعة". بدورها, نددت الجمعية المغربية للمعطلين (البطالين), في بيان لها, بالقمع المسلط على الطلبة والطالبات بالموقع الجامعي بتازة وكافة المواقع الجامعية, معربة عن تضامنها مع "معركة" الجماهير الطلابية ومطالبة بإطلاق سراح كافة المعتقلين من الطلبة والمناضلين. و استنكرت في السياق, "القمع الشرس" الذي طال الطلبة والاعتقالات "التعسفية" مع مطاردتهم و ملاحقتهم في مختلف أحياء وشوارع المدينة, رغم سلمية احتجاجاتهم و دفاعهم عن حقهم العادل والمشروع في التعليم وفي شقه المتعلق بالنقل الجامعي, مستنكرة مقاربة النظام "القائم عبر ترسانته القمعية في مواجهة الأشكال الاحتجاجية بلغته المعهودة, اي القمع والاعتقالات المجانية". و قالت الجمعية المغربية أن الواقع أثبت أن القرارات التي يسنها النظام القائم في مختلف المجالات و القطاعات و التي تتعلق أساسا بالوضعية الاجتماعية والاقتصادية لأبناء الشعب بمختلف فئاته, هي قرارات "لا ديمقراطية" و "لا شعبية", "ما يولد الضغط و يهدد بشكل مباشر بالانفجار". كما أبرزت في هذا الإطار أن "النظام القائم لم يكتف بالوضع الحالي الذي سمته العامة الأزمة المستفحلة على كافة المستويات (التعليم, الصحة, الشغل والزيادة المهولة في الأسعار) بل لازال مستمرا في الإجهاز على مكتسبات الشعب المغربي وبيع آماله في وطن الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية".