تحصل 48 بالمائة من المسجلين الجدد في الجامعات الجزائرية على رغبتهم الأولى فيما لم يتجاوز عدد الذين لم تتم الاستجابة لأي من رغباتهم العشر المعبر عنها 4 بالمائة فقط من المجموع الكلي للمسجلين مثلما كشف عن يوم الخميس وزير التعليم العالي و البحث العلمي رشيد حراوبية. و خلال ندوة صحفية خصصت للحديث عن التسجيلات الجامعية أفاد وزير التعليم العالي بأن 113.959 مسجلا جديدا تم توجيههم حسب الرغبة الأولى التي أبدوها خلال التسجيلات و هو ما يمثل نسبة 48 بالمائة من المجموع الكلي للمسجلين الجدد الذين بلغ عددهم 237.543 طالبا و هذا مقابل 44ر37 بالمائة السنة الفارطة. كما بلغ عدد المتحصلين على إحدى الرغبات الخمس الأولى 85 بالمائة من مجموع المسجلين مقابل 50ر76 بالمائة السنة المنصرمة في حين بلغ عدد المتحصلين على إحدى الرغبات العشر المعبر عنها 86ر95 بالمائة من المجموع الكلي للمسجلين و ما يعكس تحسنا مقارنة بالدخول الجامعي الفارط أين بلغ عددهم 46ر92 بالمائة. و بالمقابل تم توجيه 9836 مسجلا خارج الرغبات العشر التي وقع عليها إختيارهم مما يمثل نسبة "بسيطة" لا تتجاوز 4 بالمائة من عدد المسجلين و هو ما يعكس تراجعا مقارنة بالدخول الجامعي 2009-2010 أين بلغت نسبتهم 45ر7 بالمائة. و بإمكان غير الراضين عن عملية التوجيه اللجوء إلى الطعن ابتداء من نهار يوم الخميس و إلى غاية الثالث من أوت المقبل عن طريق الأنترنت ليتحصلوا على نتيجة الطعن مباشرة و بعين المكان. و يتيح هذا الخيار لهؤلاء الإستفادة من إمكانية إختيار شعبة أخرى و هي العملية التي تبقى مرهونة بمجموعة من المقاييس أهمها المعدل المحصل عليه و عدد المقاعد البيداغوجية. و دائما في إطار التسجيلات عاد الوزير إلى التذكير بالنتائج التي أسفرت عنها إمتحانات شهادة البكالوريا هذه الدورة و التي تميزت بإفتكاك نحو 30 ألف ناجح درجات تقديرية منهم 49 بدرجة إمتياز. و قد تبين من خلال بطاقات الرغبات المعالجة توجه 68.912 من المسجلين نحو العلوم الطبية فيما أبدى 74.402 مسجل رغبته في الالتحاق بإحدى المدارس التحضيرية. و لمواجهة هذا الزخم ارتأى القطاع -- حسب مسؤوله الأول -- مضاعفة عدد المقاعد البيداغوجية لتبلغ في الطب بتخصصاته الثلاثة 8601 مقعدا كما تم اللجوء إلى توسيع شبكة المدارس التحضيرية من خلال إنشاء خمس مدارس جديدة و بذلك ينتقل عدد المقاعد البيداغوجية على مستواها إلى 4510 مقعدا بعد أن كان 2469 مقعدا. غير أن هذه الإجراءات لا تعني -- مثلما حرص حراوبية على التوضيح -- الابتعاد عن عامل النوعية حيث تم توفير مجموعة من الشروط و على رأسها الاحتفاظ بالأداء النوعي حسب المقاييس المعمول بها دوليا. و بخصوص المعدلات التي تحديدها للالتحاق بالشعب التي تشهد أكبر عدد من الطلبات فقد عرفت ارتفاعا حيث يتعين على المسجلين الجدد الراغبين في تخصص الصيدلة التحصل على معدل لا يقل عن 94ر15 و 35ر15 على الأقل بالنسبة للطب فيما تم تحديد المعدل الأدنى لتخصص جراحة الأسنان ب 25ر15. و نفس الأمر بالنسبة للراغبين في الالتحاق بالمدارس العليا أو الأقسام التحضيرية التي عرفت المعدلات الدنيا المطلوبة للإلتحاق بها بدورها إرتفاعا. فعلى سبيل المثال يتطلب الإلتحاق بالمدرسة العليا للتكنولوجيا معدلا لا يقل عن 03ر17 بالنسبة للمتحصلين على بكالوريا علوم و 46ر15 بالنسبة لبكالوريا الرياضيات في الوقت الذي يشترط فيه معدلا أدنى قدره 13ر14 بالنسبة للناجحين في البكالوريا رياضيات و 26ر15 للبكالوريا علوم للإنضمام إلى المدرسة التحضيرية في العلوم الإقتصادية و التسيير. و لفت حراوبية الإنتباه إلى أن هناك بعض المتفوقين بدرجات تقديرية لم يكن في الإمكان إلحاقهم بإختياراتهم الأولى نظرا للمعدل المرتفع المطلوب للولوج إليها غير أن عددهم "لم يتجاوز عدد أصابع اليد". كما حرص على التذكير بأن التوجيه هو عملية آلية و هذا ردا منه على إحتجاجات بعض الناجحين و أولياءهم نتيجة سوء الفهم. و على صعيد متصل عرج السيد حراوبية على بعض الأرقام الخاصة بالدخول الجامعي المقبل مشيرا إلى أن 63 بالمائة من المسجلين الذين سيتم إستقبالهم على مستوى الجامعات هن إناث كما سيبلغ العدد الإجمالي للطلبة الجامعيين مع الدخول المقبل مليون و200 ألف طالبا فيما سيقدر عدد المتخرجين هذه السنة 186 ألف متخرج. و لتأطير هذا الكم الهائل من الطلبة لجأ القطاع إلى فتح 3110 منصبا ماليا جديدا و هو ما سيجعل معدل التدريس ينتقل إلى أستاذ واحد لكل 28 طالبا. أما فيما يخص قدرة الإستيعاب فتصل مع الدخول المقبل إلى 1.301.990 مقعدا بيداغوجيا يضيف الوزير الذي أوضح أيضا بأن طاقات الإيواء ستنتقل إلى 557.220 سريرا.