بلغ مهرجان جميلة العربي الذي أدرك هذه السنة طبعته السادسة مستوى معتبرا ما يدفع منظميه إلى التفكير في استعمال سرعة عليا و استكشاف آفاق أخرى قد تفتح أمام هذه التظاهرة الثقافية على صعيد الترقية الاقتصادية و الاجتماعية و السياحية للمنطقة كما أجمع مشاركون في هذا المحفل الثقافي السنوي. وأبرز لخضر بن تركي مدير الديوان الوطني للثقافة و الإعلام بأن هذا الهدف " هو بالضبط ما كان يطمح له تأسيس هذا المهرجان سنة 2005" مضيفا بأن مهرجان جميلة "حقق تطورا معتبرا مقارنة بالطبعات الخامسة الماضية رغم بعض العوائق الموضوعية الجاري إزالتها ". وهكذا فرض هذا الموعد الثقافي الذي لا غنى عنه نفسه في فترة قصيرة نسبيا ما جعله يدخل أجندة الكثير من النجوم إلى جانب العشرات من الأسماء الجديدة التي تبحث عن التأكيد و تعميم شهرتها. وليس هذا سوى"عودة طبيعية للأمور إلى نصابها" إذا كان مهرجان جميلة العربي أخذ مكانا لائقا في الرزنامة الوطنية التي تضم 150 مهرجانا كما أضاف بن تركي الذي اعتبر أن "عداد هذا اللقاء الثقافي أصبح يتوفر على الكثير من النقاط مستفيدا من حيوية استثنائية لولاية سطيف التي هي في قلب تحولات هائلة". " لم نصل بعد إلى المبتغى ولكن التقدم ماثل للعيان" يقول المدير العام للديوان الوطني للثقافة و الإعلام مشيدا بالمناسبة بما يبذله المسؤولون المحليون لولاية سطيف من أجل تحقيق الأهداف المنشودة من وراء مهرجان جميلة العربي. ورغم تأثيرعوامل مرتبطة باقتراب حلول شهر رمضان وفترة صيفية قصيرة كانت وراء نقص الحضور المعتاد فإن مهرجان جميلة العربي حسب بن تركي لم يخيب مع ذلك الآمال إذ شهد مثلا إشعاع الشاب طارق النجم الصاعد في سماء أغنية الراي الذي لأجله تنقلت الكثير من العائلات للاستماع لفنه و كذا للتواصل مع فنانين آخرين سحروا الجمهور كما هو الشأن بالنسبة للشاب بلال و الشابة جميلة و لطفي دوبل كانو الذين تركوا إلى جانب آخرين بصماتهم الفنية على ركح جميلة الذي استقبل أيضا أسماء لامعة في الغناء العربي و المغاربي على غرار عاصي الحلاني (لبنان) صابر الرباعي (تونس) و لطيفة رأفت (المغرب) و التي نجحت في تنقلها لملاقات جمهور كويكول الساحرة. وفي هذه السنة وعلى العموم فإن المسؤولين المعنيين بصدد حصر العبر و النتائج الأولية من هذا اللقاء الثقافي كما هناك بعض السلبيات التنظيمية التي يتعين معالجتها من أجل أن يكمل مهرجان جميلة العربي مسيرته كما يؤكد بن تركي. ومن بين الأفكار التي ستجد طريقها للتجسيد بدون شك تشجيع الاستثمار في مرافق الاستقبال بمدينة جميلة من خلال تزويدها بوسائل لوجيستيكية و عدم الاكتفاء فقط برقم 55 ألف سائح سنويا لها. وفي الجانب الثقافي يطمح مسؤولو الديوان الوطني للثقافة و الإعلام لتنظيم فعاليات أخرى موازية كمهرجانات للغناء و أخرى للسينما و المسرح بموقعي جميلة و تيمقاد. وخرج منظمو المهرجان كما أوضح بن تركي بالعديد من العبر التي ستسمح لهم ليس فقط بتجاوز النقائص " بل أيضا بضمان ترقية روح الإبداع في الطبعات القادمة" خاصة وأن الوسائل موجودة وإرادة المرافقة بنجاح حاضرة. وتتوفر ولاية سطيف -الثانية من حيث تعداد عدد السكان بعد ولاية الجزائر العاصمة- على خصائص اقتصادية هامة تؤهلها أيضا بحكم طابع خاص جدير بها لتحقيق ترقية ثقافية خلال السنوات القادمة وهو ما قد يجعل جميلة موعدا عربيا متألقا للطرب العربي من نواكشوط إلى عدن.