شكل المهرجان الدولي للفيلم العربي في طبعته الثانية الذي احتضنته مدينة وهران نهاية السداسي الأول من هذه السنة أبرز الأحداث الثقافية التي عاشتها عاصمة الغرب، لما كان له من من وقع ثقافي وفني وصدى إعلامي على المستويين الوطني والدولي. وقد مثلت هذه التظاهرة برأي العديد من المتتبعين للشؤون الثقافية حدثا فنيا مميزا توج وهران عاصمة ثقافية للجزائر لسنة 2008 وعاصمة للسينما العربية. وقد أسسوا هذا التقييم انطلاقا من النتائج التي بلغها هذا المهرجان فنيا ومن جانب التنظيم ناهيك عن حجم ونوعية المشاركة لنجوم سينمائيين ونقاد ومنتجين عرب. فقد شهد هذا الحدث مشاركة ما يزيد عن 250 فنان سينمائي من شتى أقطار العالم العربي من بينهم أبرز نجوم الفن السابع أمثال الفنانة السورية منى واصف و'' كيميائي الكوميديا العربية'' دريد لحام ومحمود ياسين وإلهام شاهين ومحمود عبد العزيز من مصر ولخضر حامينة وسيدي علي كويرات وأحمد راشدي وبهية راشدي من الجزائر. كما أثار هذا الحدث السينمائي الدولي اهتماما كبيرا لوسائل الاعلام الدولية خاصة منها السمعية البصرية التي سجلت حضورا قويا يقدر ب50 قناة تلفزيونية دولية من بينها قنوات غربية تناولت الحدث من مقاربات مختلفة وأبعاد متعددة. وقد جسدت الطبعة الثانية لمهرجان الفيلم العربي بوهران- حسب مسؤول مركز سينماتيك وهران (اطار سينمائي) السيد زكري عبد الغاني - ''استفاقة معتبرة للثقافة السينمائية للجزائر التي ترشح لنهضة سينمائية باحترافية أكثر مستقبلا لم تشهدها البلاد منذ نهاية الثمانينيات''. ويرى المتحدث أن مهرجان الفيلم العربي حقق مكاسب على الكثير من الأصعدة '' وبدت طبعته الأخيرة في وهران بوجه يكرس عزما وإرادة قوية للسلطات المعنية في دفع مستوى السينما الجزائرية الى الأمام واتخاذها مقياسا استراتيجيا في آفاق الترقية الثقافية الوطنية وسبيلا لانفتاحها على الثقافات العالمية. وكانت جائزة أحسن إخراج في هذه التظاهرة السينمائية قد عادت للمغربي أحمد المعنوني عن فيلم '' قلوب محترقة'' وجائزة أحسن سيناريو لفيلم ''جنينة الاسماك''، وقد قدمت أيضا جائزتان تكريميتان خارج المنافسة السينمائية منحتا الى كل من الفنان الجزائري سيد علي كويرات والمصري محمود ياسين .أما جائزة القلم الذهبي الخاصة بالنقد السينمائي -التي استحدتث خلال الطبعة الثانية للمهرجان- فقد قررت لجنة التحكيم الخاصة بها إرجائها الى غاية الطبعة الثالثة التي من المقرر تنظيمها في الفترة الممتدة مابين 02 الى 09 جويلية .2009 وعرفت التظاهرة ميلاد فيدرالية مهرجانات السينما العربية وتأسيس جمعية للنقاد السينمائيين العرب وإبرام اتفاقيات هامة في ميادين التعاون التقني . ومن جانب التكوين كانت اتفاقية التعاون في مجال التكوين بين مؤسسة التلفزيون الجزائرية والمركز الفرنسي للسمعي البصري وكذا الاتفاق الثنائي للتعاون مع المركز الفرنسي السينمائي في مجال تبادل الخبرات يبين المنتجين والسينمائيين الجزائريين والفرنسيين.