ووري حثمان المجاهد لخضر بن طوبال الذي وافته المنية يوم السبت عن عمر يناهز 87 سنة التراب بعد ظهر الإثنين بمقبرة العالية (مربع الشهداء) بالجزائر العاصمة. و شيعت الجنازة بحضور رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح و رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري و الوزير الأول أحمد أويحي و رئيس المجلس الدستوري بوعلام بسايح و أعضاء من الحكومة. كما حضر مراسم التشييع إطارات سامية في الدولة و شخصيات وطنية و رفقائه في النضال و أعضاء عائلته و عدد من المواطنين الذين جاءوا لالقاء النظرة الأخيرة على جثمان أحد القادة التاريخيين للثورة التحريرية و مرافقته إلى مثواه الأخير. و أبرز وزير المجاهدين محمد الشريف عباس في الكلمة التأبينية التي قرأها بهذه المناسبة الاليمة الصفات الانسانية و القيم الاخلاقية للفقيد الذي وصفه ب"المثال الحقيقي للوطنية و النضال الذي يعطى للاجيال السابقة و القادمة". و قال الوزير انه "كان مناضلا و جنديا و سياسيا محنكا و محبوبا لدى رفقائه نظرا لتواضعه. كما انه كان رجل مبدا" مشيرا إلى "ذكاء بن طوبال و روح المسؤولية التي كان يتحلى بها". و قال الوزير ان "بن طوبال كان مرجعا في الحكمة و الفطنة من خلال مشواره النضالي ضمن الحركة الوطنية" معربا عن امله في ان يتم نشر المذكرات التي كان الفقيد قد كتبها . و باشر لخضر بن طوبال المولود سنة 1923 بميلة نشاطه النضالي ضمن الحركة الوطنية بانضمامه إلى حزب الشعب الجزائري. و بعد الحرب العالمية الثانية التحق بالمنظمة الخاصة حيث شغل عدة مناصب مسؤولية و شرع في تحضير عمليات الشمال القسنطيني. و بعد حل المنظمة الخاصة في سنة 1950 ورد اسمه ضمن قائمة المطلوبين لدى الشرطة الفرنسية. و انضم إلى مجموعة ال 22 و مع اندلاع الثورة المظفرة عين مسؤولا على منطقة جيجل الطاهير و الميلية و إلى غاية قسنطينة و كان ممن حضروا رفقة زيغود يوسف ممثلا للشمال القسنطيني في مؤتمر الصومام. و عين عضوا اضافيا بالمجلس الوطني للثورة ومستخلفا للشهيد زيغود يوسف سنة 1956. عين وزيرا للداخلية في الحكومة المؤقتة الأولى للجمهورية الجزائرية واحتفظ بنفس الحقيبة لعهدتين على التوالي ليتم تعيينه سنة 1961 وزيرا للدولة دون حقيبة وزارية. و قد شارك المرحوم بن طوبال في مفاوضات ايفيان الثانية.