شكل موضوع "رحمة الأنام بعلوم الأئمة الأعلام" للأستاذ أحمد معزوز محور أخر محاضرة برمجت في إطار الطبعة الخامسة من سلسلة الدروس المحمدية التي اختتمت بوهران سهرة أمس الخميس. و أبرز الأستاذ معزوز الباحث في أصول الفقه و الشريعة خلال تقديمه لهذه المحاضرة - في إطار هذه التظاهرة التي احتضنتها على مدار أسبوعين كاملين الزاوية البلقايدية الهبرية - "المستوى العلمي الكبير الذي بلغه علماء الشريعة الاسلامية والفقهاء لا سيما من حيث الاجتهاد و التفكير العلمي و المنهجي". و اعتبر المحاضر أن العلوم الشرعية و الفقه كانت نماذج علمية و قدوة مناسبة للعديد من العلوم الأخرى التي استوحيت منها المناهج العلمية الرفيعة و طرق الاستدلال و الاستنباط و كيفيات الاجتهاد و استعمال السند العلمي و استخلاص الأحكام. و قال الأستاذ معزوز "ان اجتهاد علماء الاسلام في فهم ثم تبيان مقاصد الشريعة الاسلامية مكن من تبليغ الرسالة المحمدية الداعية إلى التعلم و الابداع لخدمة الانسانية و نفع البشرية". و أوضح "أن الله جعل في علم العلماء رحمة منه للعباد في الأرض" مبينا أن الدين الاسلامي شرف العلم تشريفا كبيرا بدليل تصنيف الاجتهاد و القياس في أولى مراتب التشريع الاسلامي بعد كتاب الله و السنة النبوية الشريفة. كما تطرق المحاضر أيضا إلى أحكام الاختلاف في مذاهب الأئمة الأربعة و البعد العلمي لهذا الاختلاف باعتباره "أحد مظاهر رحمة الخلق" إلى جانب انشغالهم العلمي للاجتهاد في صون الرسالة المحمدية. و قد شهد هذا الملتقى تقديم 30 محاضرة تناولت مختلف المواضيع المرتبطة بمكانة العلم و العلماء في القرأن الكريم و السنة النبوية الشريفة. كما تم خلال هذه التظاهرة التطرق إلى مسؤولية العلماء و دعوة القرأن إلى العلم و اهتمامات العلماء المسلمين في علم الفلك و الطب و الكيمياء و استفادت الحضارة الغربية من ذلك. و قد تميزت هذه الطبعة بالقاء مداخلات متنوعة سلطت الضوء على الاعجاز العلمي للقرأن عن طريق التحليل و استخراج الأحكام و التأملات في المعرفة الواردة في الكتاب الكريم. و يذكر أن الطبعة الخامسة من سلسلة الدروس المحمدية التي تناولت محور "العلم" تحت شعار الأية الكريمة "انما يخشى الله من عباده العلماء" قد عرفت حضور مفكرين و علماء الفقه الاسلامي من 11 دولة عربية و أوروبية فضلا عن الجزائر. و يجدر التذكير أيضا أن اختتام هذه التظاهرة قد جرى بحضور وزير الأشغال العمومية عمار غول.