شكل موضوع "المعرفة الغيبية كطريق مباشر لعلم الباطن"، محور محاضرة قدمها اليوم الأحد بوهران الباحث الايطالي في التصوف في الغرب الإسلامي الدكتور عبد الصمد يحيى باولو أوريزي في إطار الطبعة الخامسة من سلسلة الدروس المحمدية. وقد أبرز المحاضر من خلال منظور تصوفي مكانة العلوم و معالمها في الفكر الإسلامي و دور هذا الأخير في تحقيق الغايات التي بعثث من أجلها الرسالة المحمدية. و ذكر أن الدين الإسلامي الحنيف "مكن الإنسانية من علوم واقعية ساهمت في تحديد المراتب الوجودية للكون و بلوغ الحقائق الإلاهية التي لم يكن من اليسير الوصول إليها لولا التوجيه الصحيح للشريعة الإسلامية". وتطرق السيد عبد الصمد يحيى الى المعرفة الغيبية في منظور الصوفية باعتبارها زاد علمي لتحصيل الحكمة من أجل جعلها السبيل لحل المشكلات المطروحة في المجتمع. و تناول المحاضر أيضا عدد من الرؤى و النظريات الفلسفية العربية و الغربية حول العلوم الغيبية و ارتباطها بعلوم الباطن و العلوم التي تستنطق الذات الوجدانية و العقل و النفس المتعالية. وللإشارة، فان الدكتور يحي عبد الصمد باولو أريزي هو باحث ايطالي في البتصوف و مدير مجلة أروروبية متخصصة في البحث في التصوف و المقارنة ما بين الأديان وهو أستاذ محاضر باحدى الجامعات الأوروبية. يذكر أن الطبعة الخامسة من هذه التظاهرة العلمية التي يحتضنها مقر الزاوية البلقايدية الهبرية الكائن ببلدة سيدي معروف (شرق وهران) تتواصل فعالياتها للأسبوع الثاني و الأخير حيث تنظم هذه المرة حول محور "العلم" و تحت شعار الآية القرآنية الكريمة "و انما يخشى الله من عباده العلماء".