نشطت الجمعية الثقافية "نسيم الأندلس" للموسيقي الأندلسية يوم السبت بوهران سهرة تعليمية خاصة بالطابع الموسيقي الأندلسي. وقد انتظمت هذه التظاهرة الثقافية بالهواء الطلق بمعهد تنمية الموارد البشرية بحي المنزه (كانستال سابقا) بالتعاون مع المعهد الاسباني "سارفينتيس". وحضر هذا الموعد الفني عدد كبير من محبي الموسيقى حيث قدم رئيس جمعية "نسيم الأندلس" دالي يوسف أمين شروحات حول المفاهيم الأساسية ذات الصلة ب "النوبة" التي تعني "بالتناوب" استنادا إلى التركيبة المتعاقبة للمقطوعات الموسيقية التي يتم تأديتها. وقد استحدث زرياب مؤسس مدرسة قرطبة والقادم من بغداد التي كانت أول قطب للموسيقي الأندلسية مفهوم تعاقب مجموعات القطع الموسيقية كما أوضح نفس المختص في الموسيقى مشيرا إلى أنه من مجموع 24 نوبة تم إحصاءها في فترة الحضارة العربية الإسلامية بالأندلس لم يتبق منها حاليا سوى النصف بالجزائر وبلدان المغرب العربي. وقد اندثرت 12 صيغة إيقاعية أو أصبحت غير مكتملة بسبب الفقدان الناجم عن اعتماد في نقلها عبر العصور على الاتصال الشفهي وجراء غياب خلال تلك الفترة لنظام التدوين الموسيقي (السولفاج) وفق نفس المصدر. وفيما يخص بناء النوبة قدم دالي يوسف نموذجا من الهيكل الكلاسيكي لمدرسة تلمسان مضيفا بأنه يتميز بمصطلحات وفية لتلك المتداولة في عهد زرياب. وتسمى المراحل الموسيقية المتتالية "مشالية" للإقحام القصير المعلن للقاعدة النغمية للنوبة و"توشية النوبة" التي تؤدى فقط باستعمال الآلات الموسيقية و"توشية الانصرافات" و"توشية الكمال". وتترابط هذه المقطوعات فيما بينها بخمسة "كورسي" وهي عبارة عن تأليف يغنى ويؤدى ويسمى "مصدر" و"بطايحي"و"درج" و"انصراف" و"اخلاص". وقد تم مرافقة الجانب النظري الذي نشطه ذات المختص بأداء عشرة فنانين من جمعية "نسيم الأندلس" تحت قيادة رئيس الجوق شيعلي زكريا. واستمتع الجمهور خلال هذه السهرة بالأداء المتميز للمغنيين فضلا عن صوت الكمان والعود والماندولين و غيرها من الآلات الموسيقية مثل الكويترة والرباب والدربوكة. وللتذكير تنشط الجمعية الثقافية "نسيم الأندلس" بوهران وقد حصدت العديد من الجوائز على المستوى العالمي منذ تأسيسها في سنة 1968 كما أنها تعمل على تكوين الشباب الموهوبين.