سمحت المؤسسة العمومية للصحة الجوارية "علية محمد" بمركز مدينة جيجل بعدما تأسست برسم مسار إصلاحات القطاع الصحي بتقريب فعلي للمريض من هياكل الصحة، حسبما أكده يوم الثلاثاء مسيرو هذه المؤسسة. وحققت هذه الأخيرة التي تغطي بلديتي جيجل و قاوس الهامتين منذ إنشائها في الفاتح من جانفي 2008 مسارا جيدا بحكم المهمة الموكلة إليها، حسبما تؤكده مختلف حصائل النشاطات المحققة. ففي حقل الصحة المدرسية وهي إحدى أبرز انشغالات السلطات العمومية في ميدان الصحة تمت تغطية التلاميذ المستهدفين من قبل المؤسسة على مستوى البلديتين خلال الثلاثي الثالث من موسم 2009-2010. وتم في هذا السياق الكشف عن 3300 حالة لتلاميذ مصابين ب" تسوس للأسنان" بينما سجلت 687 حالة لتشوهات أخرى مرتبطة بالفم و الأسنان فيما بلغ عدد الأمراض الأخرى المكتشفة لدى تلاميذ 103 مرضا حسب مديرية المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بجيجل. وبالنسبة لمرض إلتواء العمود الفقري الشائع كثيرا في الوسط المدرسي تم إحصاء 9 حالات في فترة مرجعية واحدة لدى الوحدات الخمس العاملة للكشف و المتابعة من بينها أربع حالات تم توجيهها والتكفل بها لدى مصالح طب العظام كما أفاد نفس المصدر. وتفيد حصيلة الزيارات الطبية الدورية في الوسط المدرسي خلال العام المنقضي 2009 بفحص مجموع 25881 تلميذ (أي ما يقارب 60 بالمائة من التعداد العام المستهدف) وهم يمثلون العديد من الأمراض مثل (الصرع الربو السكري الالتهاب الحاد للمفاصل الحول ضعف البصر الجرب تشوهات الأطراف الحركية تضخم الغدة الدرقية ضعف أداء القلب سلس البول و غيرها ) كما صرح لوأج الدكتور سعيد رضا مدير المؤسسة . واستنادا لهذا الأخير فإن " الإصلاح الذي شهده قطاع الصحة أعطى نتائج حسنة في الميدان إذ مكن من تحقيق تقرب أفضل بالمواطن" وذلك ما يبرر التفاؤل الذي يبديه هذا المسؤول بالنسبة للآفاق المنتظر تحقيقها مستقبلا من طرف هذه الهياكل. وقد منح التنظيم الجديد المعتمد "إضافة" جديدة في تسيير هذا النوع من المؤسسات لاسيما بعد تحصيل استقلالية التسيير و كذا إعادة الاعتبار لنشاطات الوقاية و الفحوصات الطبية القاعدية على مستوى الهياكل الصحية الخفيفة" كما أكد نفس المسير. وتتوفر المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بجيجل و التي تغطي 195 ألف نسمة عبر إقليم بلديتين على ثلاث عيادات متعددة الخدمات و تسع قاعات للعلاج و خمس وحدات للكشف و المتابعة في الوسط المدرسي و وحدة للمراقبة و معالجة الأمراض التنفسية مقابل تأطير إجمالي قدره ب70 عنصرا ما بين أطباء عامين و أخصائيين ( في مجالات طب الأوبئة طب العمل و جراحة الأسنان ) و كذا أعوان شبه طبيين. وعبر مرضى تم الإلتقاء بهم في قاعة انتظار إحدى الهياكل التابعة لذات المؤسسة عن رضاهم لمستوى التكفل الجاري من قبل الهياكل المعنية و لاسيما بعد التحسن الطاريء على نوعية خدمات هذه الهياكل مقارنة بالماضي. وتحصي ولاية جيجل اليوم ثلاث مؤسسات عمومية استشفائية و ست مؤسسات عمومية للصحة الجوارية فيما يرمى البرنامج الخماسي للتنمية 2010-2014 إلى إنجاز مستشفى جديد بسعة 250 سرير قادر على امتصاص العجز المسجل في ميدان التغطية الصحية على المستوى الجهوي.