دعا عدة متدخلين في منتدى يوم الأربعاء بدكار إلى "إشراك حقيقي" للمرأة في عملية الوقاية من النزاعات و كذا في تحقيق السلم بإفريقيا الغربية حسبما لوحظ بعين المكان. و قد تم التأكيد على ضرورة تحقيق هذا الهدف خلال المنتدى الإقليمي المنظم بمناسبة الذكرى العاشرة لإصدار اللائحة 1325 لمجلس الأمن الأممي حول "دور النساء في مجال تحقيق السلم و الأمن" و هذا بحضور مسؤولين سامين مكلفين بهذا الملف على مستوى 16 بلد من المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا". و يرى سعيد جنيت الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بافريقيا الغربية أن "المرأة التي كانت ضحية نزاعات مدعوة لأن تكون عضوا فاعلا في تحقيق السلم و الديمقراطية في افريقيا". في هذا الخصوص أكد جنيت أنه ينتظر عقب هذه الجلسات اصدار "توصيات تركز على وضع الية ربط و تنسيق يمكن تكليف ممثلية الاممالمتحدة لغرب افريقيا بالتكفل بها بالتنسيق مع هيئات أخرى بهدف دراسة التطبيق الفعلي للائحة الأممية 1325". من جهة أخرى أوضح الخبراء أنه سيكون من الضروري استغلال هذه الالية لتثمين الاطلاع على الجهود و برامج الحفاظ على السلم لكل بلد بشبه المنطقة التي تبذلها البلدان الأعضاء الأخرى في المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا. كما أكد جنيت الذي أشاد المتدخلون بالجهود التي يبذلها من أجل تحقيق السلم و الامن بافريقيا أن الرهان مرتبط اليوم ب"مشاكل الحكامة". و بالفعل و خلافا لسنوات التسعينيات التي واجهت خلالها افريقيا أزمة ناتجة عن "النزاعات العرقية" فان القارة تتجه اليوم نحو "نزاعات تخص الحكامة". كما أوضح جنيت "أن النزاعات الحالية مرتبطة بمشاكل الحكامة مما يستدعي مشاركة المرأة في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية في غرب إفريقيا و بالتالي فانه بإمكانها (المرأة) المساهمة في توفير ظروف السلم و الأمن في شبه المنطقة". يجدر التذكير في هذا الصدد أن مخططات عمل تتعلق بمشاركة المرأة في إرساء السلم و الأمن قد تم إعدادها في كل من كوت ديفوار و غينيا و سيراليون و غينيا بيساو و ليبيريا فيما تم إشراك النساء في السنغال في إعادة إرساء السلم و الإنعاش الاقتصادي في منطقة كازامانس(جنوب). و يؤكد منتدى داكار الذي يدوم ثلاثة أيام على "ضرورة مشاركة المرأة على قدم المساواة مع الرجل" في مسار تسوية النزاعات كما انه يشكل فرصة للتذكير "بالعناصر المتداخلة و المتكاملة لأي استراتيجية شاملة للوقاية من النزاعات". كما يتعلق الأمر بالإنذار السريع و دبلوماسية الوقاية و الانتشار كشكل وقائي و الوساطة و إجراءات ملموسة لنزع التسلح و تعزيز السلم لما بعد النزاعات. من جانبها دعت رئيسة شبكة النساء العاملات في مجال السلم و الأمن في غرب إفريقيا السيدة أليماتا بوركي إلى إقامة "أرضية تشاركية و ملموسة للتدخل الفاعل" مضيفة أن الجهود المبذولة من اجل المهمة الشريفة المتمثلة في السلم و الأمن ينبغي أن يرافقها كل من الشركاء و المجتمع الدولي.