أضحت حالات الانقطاع التلقائي للتيار الكهربائي و ندرة غاز البوتان بالسنغال مع مرور الوقت لا تطاق بالنسبة للسكان الذين لا يجدون بديلا آخر إلا اللجوء إلى الشموع و فحم الحطب لمواجهة هذا الواقع الطاقوي. وتمت الإشارة إلى انه علاوة على عمليات القطع غير الملائمة للتيار الكهربائي التي ترغم السنغاليين على العيش بشكل مستمر على وثيرة انقطاع التيار الكهربائي فان غاز البوتان يكاد يكون هو الآخر مفقودا في العاصمة داكار. إلا انه حتى و إن تم الاعتياد في هذا البلد الواقع في غرب إفريقيا على التكيف مع أزمة الكهرباء فان العائلات أضحت مرغمة على التموين بفحم الخشب لتلبية حاجياتها اليومية و التمكن من تحضير وجباتها الغذائية. كما انه من غير المفاجئ في هذه الفترة رؤية أعمدة من الدخان تتصاعد من الشقق في وسط العاصمة داكار التي يتحتم على سكانها انتظار "أيام عديدة" للتمكن من اقتناء قارورة مملوءة من محطات الخدمات و المساحات التجارية. في هذا الصدد، تؤكد إحدى السيدات في الخمسين من عمرها لوأج بإحدى أحياء العاصمة "إنني تفاجات بهذا النقص في الغاز من السوق إذ انه من غير الممكن الاقتناع بالأسباب المقدمة لتبرير هذه الندرة". و من بين الأسباب التي يسمعها السكان منذ بداية أزمة الندرة هناك على الخصوص "عدم احترام بنود العقد بين الممونين و الشركة الإفريقية للتكرير و كذا الديون المترتبة على هذه الشركة و كذا الوصول المتأخر للسفن المحملة بالغاز إلى ميناء داكار". من جانبها، تناولت الصحافة المحلية موضوع هذه الوضعية مبرزة "الحياة الصعبة" التي يعانيها السنغاليون الذين لا يتوقفون عن إشعار الجمعيات المكلفة بالدفاع عن المستهلكين داعية إياهم إلى القيام بأعمال تتكفل بانشغالاتهم لدى السلطات العمومية. في هذا الصدد، عنونت صحيفة لوبسارفاتور إحدى عناوينها "قطع تلقائي للكهرباء و ندرة الغاز و ارتفاع أسعار الخبز و الحليب و الزيت: مزيج متفجر للدخول الاجتماعي" فيما كتبت الصحيفة الإلكترونية (براس افريك) "إن ندرة الغاز تدفع بالعائلات للجوء إلى باعة الفحم". كما أشارت "براس افريك" إلى "انه منذ قرابة أسبوع اصبح الغاز مادة ثمينة في العاصمة السنغالية حيث أن عديد المخازن مغلقة و ممونون في راحة إجبارية و محلات تفتقر إلى قارورات الغاز و نسوة تحملن قارورات فارغة يجبن الأزقة ... انه الديكور الذي تسببت فيه ندرة أو اختفاء الغاز بداكار". في ذات الصدد جاء في عديد الصحف عناوين من قبيل "الفحم أضحى البديل الوحيد" و "وضعية شديدة الوقع" و "الباعة يعودون إلى الفحم" أو أيضا "غاز البوتان: رغم التكذيب (...) البلاد ليست بمنأى عن الندرة".