أكد رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، يوم الاثنين بالجزائر العاصمة، أن حزبه يسعى الى بناء أسلوب جديد للمعارضة من خلال إعادة هيكلته وتنظيمه عبر كافة ولايات الوطن وهي العملية التي شرع فيها الشهر الفارط. وأوضح السيد تواتي في ندوة صحفية نشطها للحديث عن الندوات التحسيسية التي نظمتها الجبهة الوطنية الجزائرية لحد الآن عبر 11 ولاية أنه تمت إعادة هيكلة كل الدوائر الإدارية التابعة لهذه الولايات باستثناء بعض البلديات مبرزا بأن "حوالي 6 آلاف مناضل" شاركوا في هذه اللقاءات التي لوحظ فيها "نوع من الانضباط والوعي السياسي الملموس". وفي هذا السياق، قال رئيس الجبهة أن هذه الأخيرة "تتحمل كل أخطاء منتخبيها" في اشارة منه الى المنشقين عن الحزب الذين التحقوا مؤخرا بأحزاب اخرى. وذكر بالمناسبة أن ثلاثة (3) نواب من أصل 15 ممثلين للجبهة الوطنية الجزائرية في المجلس الشعبي الوطني قد انفصلوا عن الحزب حيث التحق واحد منهم بتشكيلة سياسية أخرى فيما فصل الباقيان طبقا للقانون. أما بخصوص "حركة التمرد" التي لحقت بالمنتخبين المحليين (400 منتخب) فقد أكد السيد تواتي بأن الجبهة بصدد مساءلة هؤلاء عن "انحرافهم او تجاهلهم لتشكيلتهم السياسية" مؤكدا في نفس الوقت بأن 200 منتخبا آخرا "قد انضموا إلى صفوف الجبهة من أحزاب أخرى أو بصفتهم احرارا". وفي معرض حديثه عن "عملية التحول الأساسية" التي شرع حزبه في احداثها قال السيد تواتي ان هذه العملية التي توشك على الانتهاء (ديسمبر المقبل) وبكل ما تقتضيه من انضباط و هيكلة "لا تكفي وحدها لاحتواء هذا التحول الذي يفرض برنامجا سياسيا واضحا". واعتبر المتحدث أن الجبهة تسعى من وراء عقد الندوات التحسيسية الجارية على مستوى الوطن الى خلق نقاش وحوار بغرض بلورة خطط الحزب وتحديد الخطوط الفاصلة بين واجبات كل مناضل وحقوقه اضافة الى بلورة معايير الانتقاء بالنسبة للاستحقاقات القادمة لسنة 2012 التي شرعت الجبهة الوطنية الجزائرية في استشراف آفاقها من الآن. وتحدث السيد تواتي في الأخير على ما يقوم به حزبه ضمن هذا الاتجاه بهدف تشكيل قوائم الانتخابات القادمة من مناضلي الجبهة مشددا على انه "لا مكان" في هذه القوائم للوافدين من احزاب أخرى او "لهواة التجوال السياسي".