دعا المشاركون في اليوم الدراسي التحسيسي حول السلامة المرورية الذي انتظم يوم الأربعاء ببومرداس إلى ضرورة" معالجة آفة حوادث المرور في إطار اجتماعي شامل من دون عزلها عن الأنساق الاجتماعية الأخرى" . و حسب المتدخلين على غرار الدكتور حمزاوي عبد الكريم المتخصص في هذه الآفة من الناحية الاجتماعية فإن كثرة حوادث المرور "مؤشر سوسيولوجي يدل على الخلل الموجود في نسق النقل" و سببه الأساسي هو "الخلل الموجود في النسق التربوي" . و نجم عن هذا الوضع يضيف نفس المتحدث في محاضرته بالمناسبة حول موضوع "دور الجامعة في التحسيس و الوقاية من حوادث المرور" نشأة أجيال جديدة تتسم بذهنيات ناقصة الوعي بخطورة الآفة اجتماعيا و بالأبعاد الشاملة لمفهوم المعالجة السوسيولوجية لهذه الآفة." و يشدد السوسيولجيون في معالجة هذه الآفة حسب نفس المصدر على ضرورة "الاستثمار في الموارد البشرية و المكونين" خاصة فيما تعلق ب"الركائز الأساسية لمكونات المجتمع المتمثلة على وجه الخصوص في الوالدين (الأسرة) و المعلم (المدرسة) و الإمام (المسجد) و الصحفي (وسائل الإعلام المختلفة.) و يظهر جليا "إهمال الجانب الأخير في معالجة هذه الآفة في مخططات النقل و حركة المرور" حيث يتم" التفكير فقط من خلالها في الحلول التقنية و الاقتصادية و توظيف التكنولوجيات العالية" دون "الاهتمام بموازاة ذلك بالتحضير النفسي السوسيولوجي للمجتمع و الأجيال الصاعدة حتي يكونوا في مستوى ما يتم إنجازه من الناحية المادية". و استقطبت فعاليات هذه التظاهرة المنتظمة بجامعة بومرداس تحت شعار "الجامعة منبع للتوعية" اهتمام عدد كبير من الطلبة و الجمهور العريض حسبما لوحظ. و تضمن البرنامج إقامة عدد متنوع من النشاطات تمثلت في معارض مختلفة ببهو الجامعة حول أخطار و حوادث المرور و نتائجها الوخيمة مدعمة بالصور و الإحصائيات و أخرى تخص إنجازات الدولة في مجال الطرقات لتقليل هذه الحوادث. كما أقيمت بنفس المناسبة ورشة نقاش عولجت فيها أسباب وقوع حوادث المرور و دور الجامعة في معالجة هذه الآفة إلى جانب عرض التجهيزات المخصصة للتعليم في الميدان اختتمت بعرض قرص مضغوط يتناول خطورة آفة الطرقات من كل الجوانب. و تم من جهة أخرى تقديم عروض خاصة بكيفية تقديم الإسعافات الأولية عند وقوع حادث مرور و شرح القوانين الجديدة السارية المفعول و توزيع مطويات و ملصقات على المارة الراجلين بالشوارع و سائقي السيارات من خلال قافلة المرور التي جابت كل الشوارع . و أشرف على تنظيم هذه التظاهرة التي تضمنت كذلك تنظيم طنبولا حول السلامة المرورية خاصة بالطلبة كل من جمعية "السلامة المرورية" و مختلف المديريات و أسلاك الأمن و الكشافة الإسلامية الجزائرية و الهلال الأحمر الجزائري.