شكلت المعارض التقليدية وكذا اللوحات الفنية والفولكلورية بمركب موساني المتواصل حاليا مقصدا لجمهور ولاية تندوف التي إحتضنت فعاليات الأسبوع الثقافي للفنون الشعبية لولاية أدرار . وقد اطلع الجمهور على معرض مفتوح يضم العديد من المنتوجات التي أبدعت فيها أنامل الحرفيين والمهتمين بالإرث الثقافي و التاريخي بولاية أدرار التي تقع شمال غرب تندوف بنحو 1400 كلم . وقال مدير الثقافة لولاية أدرار خلال مراسم إنطلاق فعاليات هذا الأسبوع الثقافي الأخير من برنامج سنة 2008 لوزارة الثقافة والذي سيدوم خمسة ايام بأن هذه التظاهرة "تشكل محطة ثقافية وطنية و تبادلية للتعريف بما تزخر به الجزائر من تراث و موروث حضاري و تاريخي يعود إلى أزمنة غابرة" . وأشار إلى أن المرحلة الثانية من هذه الأسابيع ستستمر هذه السنة وستبرز خلالها ولاية أدرار ما تكتنزه من إرث ثقافي و فني كالمخطوط الذي تجمع منه الولاية 12000 وحدة علما أن العدد في القرن الماضي كان يتجاوز 22000 مخطوط و تقلص لعدة عوامل أهمها تاريخية في وجود الإستعمار الذي إستولى على الكثير منها و المتواجد حاليا بالمتاحف الأوروبية كفرنسا بريطانيا و السويد . وأوضح مدير الثقافة بأن منطقة أدرار تحتوي على 52 خزانة عبر 22 بلدية من أصل 28 بلدية بالولاية مشيدا بالمجهودات التي يبذلها المركز الوطني للمخطوط في الحفاظ على هذه الثروة و هو ما يكرس كما قال إهتمام الدولة بالإرث الثقافي والفني الوطني. وأبرز محافظ هذه التظاهرة الثقافية بأن أدرار تتميز بما يسمى "الفقارة" وتحصي في هذا الشأن حوالي 1400 فقارة للسقي بالطريقة التقليدية و التي بقي منها 89 نموذج حي يعمل ضمن قطاعات الفلاحة الري و الثقافة و التي تمتد على مسافة مئات الكيلومترات. وحسب بطاقة تقنية قدمها المحافظ عن ولاية أدرار فإن المنطقة تتربع على عدد هائل من القصور القديمة و التي تتجاوز 297 قصر و تمثل نواة الحياة التقليدية و تعكس الطابع المعماري الخاص بالمنطقة و تحمل بصمة تراثية فنية و تاريخية إلى جانب أكثر من 400 قصبة منها ما هو مصنف كمعلم وطني كقصر تمنطيط قصبة مملوكة و مستشفى أدرار القديم . للإشارة فقد قدمت ولاية ادرار مع بداية هذا الأسبوع الثقافي نماذجا من المعروضات التي شدت أنظار الزائرين و التي حاولت من خلالها بعض الجمعيات الفاعلة التعريف بالزخم الثقافي لهذه الولاية التي تضم 693 جمعية ثقافية وعلمية تقدم سنويا حوالي 117 موسم تقليدي تسمى "الزيارات" و التي تتجاوز بعضها حدود الولاية كالمولد النبوي الشريف و موسم الرقاني . وقد إستمتع الجمهور التندوفي بقاعة السينما البلدي ببرنامج فني و ثقافي نشطته فرق معروفة من ولاية أدرار على غرار فرقة مولاي يعقوب فرقة صدى توات و فرقة أولاد حمودة حيث لقيى البرنامج تجاوبا كبيرا وحضورا متميزا غصت به القاعة.