نظم بالجزائر يوم الأربعاء لقاء تكريمي لروح المجاهد الراحل محمد يزيد الذي شغل مناصب وزارية ودبلوماسية عديدة أثناء الثورة التحريرية وفي مرحلة الإستقلال. وقال رفيق الراحل المجاهد عبد الحميد مهري الوزير السابق في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية أن محمد يزيد تميز بنشاط "مكثف" ضمن الحركة الوطنية و إبان ثورة التحرير الوطني في مجالي الإعلام و الدبلوماسية. و أبرز مهري في تدخل له خلال هذا اللقاء نشاط الفقيد ضمن حزب الشعب الجزائري و إبان حرب التحرير الوطني لا سيما دوره "الهام" في تأسيس فيدرالية فرنسا لحزب الشعب الجزائري و ضمن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بصفة وزير للإعلام و لدى الأممالمتحدة بصفة ممثل لجبهة التحرير الوطني. و في هذا الإطار ذكر بأن محمد يزيد كان من بين المناضلين الذين تركوا بصماتهم من خلال نشاطهم المكثف في الحركة الوطنية على غرار لمين دباغين و سعد دحلب و عبان رمضان و بن يوسف بن خدة و غيرهم. و أوضح انه "شارك في تكوين جيل من المناضلين الوطنيين ضمن فيدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني التي تمكنت من شن الكفاح الوطني حتى داخل اقليم المحتل". و بخصوص عمله في مجال الاتصال كان الفقيد يتمتع بقدرات "هائلة" لإقامة علاقات مع الحركات التحررية و الأحزاب السياسية عبر العالم لا سيما في آسيا و افريقيا يضيف مهري في شهادته. و في هذا الشأن أوضح أن وزير الإعلام السابق للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية كان يطبق مبدأ يكمن في ان "الاتصال الناجح هو ذلك الذي يقوم على معلومة ذات مصداقية". و على المستوى الدبلوماسي أكد مهري بأن امحمد يزيد كان يتمتع بقدرات "أكيدة" في مجال تسيير المناورات السياسية و الدبلوماسية. و ذكر على سبيل المثال بمشروع مذكرة قدمته جبهة التحرير الوطني و البلدان الصديقة للجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة و التي تم تعديلها من قبل فرنسا. و أضاف أن " يزيد طلب من البلدان الصديقة للثورة الجزائرية التصويت ضد مذكرته مما فاجأ ممثلي فرنسا التي كانت تظن بأنها انتصرت عليه". و أضاف أن يزيد كان بمثابة "مرجع" في العمل الدبلوماسي خلال فترة الكفاح من أجل استقلال الجزائر. و تطرق الصحفي محمد عباس الذي يهتم بمسائل حرب التحرير الوطني إلى نشاط يزيد ضمن الأممالمتحدة مؤكدا أنه تمكن من إقامة علاقات إلى حد ضم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي للقضية الجزائرية. و من جهته أبرز الدبلوماسي الجزائري السابق عبد القادر بوسلهام الدور الذي لعبه الراحل و حسين آيت أحمد خلال مؤتمر باندونغ سنة 1955 الذي أيد كفاح الشعب الجزائري من أجل الاستقلال.