عبر وزير الاتصال ناصر مهل يوم الأربعاء عن إرادته في مواصلة الإصلاحات المنتهجة في القطاع حتى تكون وسائل الإعلام قريبة من انشغالات المواطنين و تصاحب مسار التنمية الوطنية. ووجه الوزير لدى نزوله ضيفا على برنامج "تحولات" للقناة الأولى للإذاعة الوطنية بمناسبة الذكرى 48 لبسط السيادة الوطنية على مؤسسة الإذاعة و التلفزيون "تحية إكبار" لكل الذين صنعوا الحدث و رفعوا التحدي لتستمر هذه المؤسسة في تأدية واجبها. كما تطرق الوزير خلال اللقاء إلى جملة من المواضيع تخص القطاع سيما منها سير مؤسستي الإذاعة و التلفزيون وكذا وضعية الصحافة المكتوبة و تكوين الصحفيين وأخلاقيات المهنة. وبخصوص مؤسسة التلفزيون صرح الوزير بأنه "ليس وزير التلفزيون أو نشرة الأخبار" مؤكدا بالقول "أنا وزير كل القطاع و تحذوني إرادة قوية و منفتح على كل الإرادات الطيبة المتعاونة في إطار مصلحة الوطن". وفي سياق متصل كشف الوزير بأن التلفزيون الجزائري سيكتسي قريبا "حلة جديدة ليس على مستوى الشكل فحسب بل ايضا في المضمون". وأشار في ذات الشأن إلى أن التغييرات الأخيرة التي عرفها التلفزيون تصب في إطار جعل هذه المؤسسة "وسيلة احترافية في خدمة المجتمع الجزائري". وأوضح مهل في هذا السياق انه يتم التفكير "خلال هذه المرحلة في تقديم الخدمة بأحسن أسلوب للمواطن". وأبرز في معرض حديثه بأن "التلفزيون يجب أن يضطلع بنفسه بالحديث عن انشغالات المواطنين لكي لا نسمح --كما قال-- لغيرنا بالتحدث عن مشاكلنا" مطالبا ب"أكثر احترافية ومسؤولية في معالجة المشاكل الاجتماعية التي يعيشها المواطن الجزائري". وأشار الوزير إلى أن الأمر يتعلق ب"إعداد حصص تلفزيونية من طرف الجزائريين تتطرق الى مشاكل الجزائريين". ووجه مهل نداء إلى المهنيين لانجاز "عمل نوعي" مشيرا الى أن هناك إصلاحات منتظر تحقيقها و تحديات يتوجب رفعها خدمة للمصلحة العامة. وأكد الوزير أن لمسؤولي التلفزيون القدرة على إحداث ديناميكية على مستوى هذه المؤسسة الإعلامية الثقيلة و إعطائها بعدا عصريا منفتحا على المجتمع. وبخصوص مساعي الدولة لترقية أداء هذه المؤسسة أكد مهل بأن نظام التلفزيون الرقمي الأرضي (تي.ان.تي) "يجري تطبيقه الآن ميدانيا بحيث يغطي الجزء الشمالي للوطن ليشمل خلال العام المقبل منطقة الهضاب العليا ثم بعدها الجنوب والجنوب الكبير". وعلاوة على التلفزيون تطرق وزير الاتصال في حديثه إلى دور الإذاعات الوطنية والمحلية مبديا "رضاه التام" على ما تؤديه من خدمة ومؤكدا تشجيعه لها واستعداده لمساعدتها حتى تتمكن من تأدية مهامها على أحسن وجه. وعن قانون الإعلام الجديد دعا كل العاملين في القطاع إلى التفكير سويا في هذا المشروع الذي ينبغي --كما أشار-- أن يأخذ بعين الاعتبار التحولات الحاصلة في الميدان منها الصحافة الالكترونية و الإشهار و حقوق الصحفيين و واجباتهم". وعن رأيه في أداء الصحافة المكتوبة أعرب الوزير عن "افتخاره" بما حققته بعض الصحف طيلة 20 سنة مشيرا إلى الظروف الصعبة التي نشأت فيها غير انه لفت إلى وجود "بعض الانحرافات غير المقبولة في الأداء". ودعا في هذا المجال إلى "الاحتكام إلى أخلاقيات المهنة" لأن ذلك " أمر أساسي" في إحراز التقدم و نيل احترام القراء. كما كشف مهل عن برنامج لتكوين الصحفيين المنتمين إلى الصحافة العمومية والخاصة.