ينتخب الإيفواريون اليوم الأحد رئيسا بديلا في انتخابات رئاسية يفترض أن تنهي أزمة سياسية في البلاد وتعمل على توحيدها وإزالة مظاهر النزاع والعنف التي ادت الى تقسيم البلاد الى شطرين بين الموالاة والمعارضة. وبدا نحو 5 ملايين و 700 ألف ناخب عبر أكثر من 20 ألف مركز اقتراع بانحاء البلاد بالادلاء باصواتهم لاختيار رئيسا للجمهورية من بين 14 مترشحا للرئاسيات التي كان مقررا اجراؤها عام 2005 لوضع حد لازمة سياسية عسكرية عقب محاولة انقلاب عرفتها البلاد عام 2002 الا انها تأجلت 6 مرات لاسباب تتعلق بمسائل من بينها نزع سلاح المتمردين وتحديد هوية الناخبين و توزيع بطاقات التصويت. ويواجه الرئيس الحالي لوران غباغبو (65 عاما) الذي يمثل الجبهة الشعبية الايفوارية الحاكمة منافسين رئيسيين هما هنري كونان بيدي (76 عاما) رئيس " الحزب الديمقراطي" وهو رئيس سابق والاسان واتارا (68 عاما) زعيم "حزب تجمع الجمهوريين" وهو رئيس وزراء سابق. وقد تعهد الرئيس غباغبو الذي جاء الى السلطة في عام 2002 خلال الحملة الانتخابية التي بدأت في 15 اكتوبر الجارى وانتهت قبل يومين بإعادة بناء البنية التحتية لبلاده التى عانت من اثار الازمة لمدة سنوات.. في حين تعهد اوتارا (مرشح تجمع الجمهوريين) ببناء كوت ديفوار مستقلة حقا تقوم على أسس "الانضباط والوحدة والاجتهاد في العمل". ويتوقع المراقبون للشأن الايفواري ان تدور العملية الانتخابية في"إطار من الشفافية والنزاهة, خاصة مع وجود 40 مراقبا دوليا يمثلون 23 دولة من مختلف أرجاء العالم". وقد دعا رئيس وزراء كوت ديفوار جيولومي سورو كافة المرشحين الى قبول نتيجة الانتخابات التي ستعلن نتائجها المبدئية في غضون ثلاثة أيام. وفي هذا المجال، أكد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي أن إجراء انتخابات رئاسية سلمية وحرة ونزيهة وشفافة في كوت ديفوار يعد خطوة مهمة باتجاه الخروج من الأزمة القائمة حاليا وحل القضايا الأخرى الواردة في اتفاق واغادوغو للسلام. ودعا مجلس السلم والأمن في بيان وزعه الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا يوم السبت عقب اجتماع للمجلس حول الموقف في كوت ديفوار كل الأطراف المعنية في البلاد وبينهم المتنافسين في الانتخابات إلى الامتثال التام مع ميثاق الشرف بشأن هذه الانتخابات. ويرى المراقبون أنه من المرجح أن تكون المنافسة قوية بشكل لايمكن معه التكهن بنتائج الانتخابات. وتشير معظم التوقعات إلى أنه ستكون هناك جولة ثانية. ويؤكد المراقبون أن كوت ديفوار لم تشهد منذ استقلالها قبل 50 عاما اقتراعا منظما مثل الذي يجري اليوم حيث سيخوض للمرة الأولى الزعماء الثلاثة الذين يهيمنون على الحياة السياسية منذ وفاة فليكس هوفويت بوانيي في 1993 انتخابات صعبة وتاريخية في ذات الوقت. وتعد هذه الانتخابات تاريخية في كوت ديفوار لأنها ستنهى عقدا من الأزمات التي بدأت مع الانقلاب العسكري في 1999, وتفاقمت المشاكل في البلاد إثر الانقلاب الفاشل في 2002 لتنقسم البلاد بين جنوب موال للحكومة وشمال خاضع لسيطرة حركة التمرد.