بدأ الناخبون اليابانيون في التوجة الى مراكز الاقتراع في مختلف أنحاء اليابان للادلاء بأصواتهم في انتخابات تشريعية قد تشهد تحولا تاريخيا في ثاني اكبر اقتصاد في العالم. ودعي أكثر من مئة مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم لتجديد البرلمان المؤلف من 480 نائبا . وكانت استطلاعات الرأي قد رجحت تحقيق الحزب الديموقراطي الياباني ،وسط، فوزاً ساحقاً في الانتخابات على حساب الحزب الليبرالي الديموقراطي ،يمين، وحصوله على 300 مقعد من أصل 480 مقعداً في البرلمان. و تعزو استطلاعات الرأي ذلك إلى قلق غالبية اليابانيين من التفاوت الاجتماعي، ورغبتهم في تغيير نموذج مجتمع حدده المحافظون طيلة 54 سنة، وبات لا يناسبهم. ونجح الحزب الليبرالي الديموقراطي، مهندس ''المعجزة الاقتصادية'' اليابانية التي حولت البلاد إلى ثاني اقتصاد عالمي، في البقاء في السلطة منذ عام ,1955 باستثناء فترة عشرة شهور خلال التسعينات من القرن العشرين، وذلك بالاعتماد على سلطة ارباب العمل وبيروقراطية الدولة. ويدفع هذا الحزب اليوم ثمن الاصلاحات الليبرالية التي نفذها رئيس الوزراء السابق جونيشيرو كويزومي بين عامي 2001 و,2006 وفاقمت التفاوت الاجتماعي والبطالة. وركز الحزب الديموقراطي حملته للانتخابات الاشتراعية على شعار ''السياسة في خدمة مصالح الشعب''، مراهناً على الاستياء الشعبي المتنامي في اليابان، فيما وعد الحزب الديموقراطي بتقديم اعانات للأسر ومساعدات للعاطلين من العمل ومجانية التعليم، وإلغاء الرسوم المفروضة على استخدام الطرقات السريعة، ضمن برنامج يؤكد انه سيستطيع تمويله من خلال وقف التبذير.على الصعيد الخارجي، يتوقع محللون ان تشهد العلاقات بين اليابانوالولاياتالمتحدة مفاجآت في حال فوز المعارضة، لكنهم يستبعدون ان يؤثر هذا الفوز في التحالف الوثيق القائم بين البلدين. ووعد الحزب الديموقراطي بانتهاج سياسة اكثر استقلالية مع الولاياتالمتحدة من تلك التي اعتمدها الحزب الليبرالي الديموقراطي القريب من واشنطن، علماً ان اليابان التي هزمتها الولاياتالمتحدة في 1945 بعد إلقائها قنبلتين نوويتين على هيروشيما وناجازاكي، ابرمت معاهدة امنية مع عدوها السابق يضمن بموجبها 47 الف جندي امريكي امن الارخبيل. وأعلن هاتوياما انه لن يمدد في جانفي المقبل مهمة بلاده الخاصة بتقديم دعم لوجستي بحري للتحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة في افغانستان، وهو نزاع اعطاه الرئيس الامريكي باراك اوباما اولوية.ويتوقع مراقبون اطلاق هاتوياما مبادرات تجاه الدول الآسيوية المجاورة لليابان لطي صفحة ماضي اليابان خلال النصف الاول من القرن العشرين والحرب العالمية الثانية