إنتشر وباء الكوليرا في جميع أقاليم هايتي العشرة مسفرا عن مقتل أزيد من 1200 شخص وسط جهود محلية ودولية حثيثة لاحتواء هذا المرض الذي أثار أيضا جدلا واسعا حول إمكانية إرجاء موعد الانتخابات العامة المقرر إجراؤها يوم 28 نوفمبر الجاري. وحسب حصيلة أوردتها وزارة الصحة الهايتية يوم الأحد فإن حصيلة قتلى وباء الكوليرا قد ارتفعت إلى 1250 شخصا منذ بدء تفشيه في منتصف أكتوبر الماضي أي بزيادة 64 وفاة عن الحصيلة السابقة التي تم الإعلان عنها الجمعة. ووفقا لهذه المعطيات التي تشمل الحالات المسجلة حتى 17 نوفمبر فقد تم إدخال 20 الفا و687 شخصا إلى المستشفيات للمعالجة منذ بدء الوباء كما سجلت 52 الفا و715 حالة عدوى. وتتركز اكثر من نصف حالات الاصابة بالكوليرا والوفيات في منطقة ارتيبونيت شمال هايتي حيث انطلق الوباء. و في العاصمة بور او برنس حيث العديد من مخيمات لاجئي زلزال 12 جانفي الذين يعيشون في ظروف صحية رديئة جدا ارتفع عدد حالات الوفاة الى 64 من بينهم 20 طفلا دون سن الخامسة بحسب حصيلة وزارة الصحة. وأكد منسق العمليات الانسانية للامم المتحدة في هايتي من جهته ان "المساعدة الدولية لا تكفي لمواجهة الوباء". وكانت الأممالمتحدة قد إنتقدت أمس رد فعل المجتمع الدولي إزاء مواجهة وباء الكوليرا مشيرة إلى أن المانحين الدوليين لم يتعهدوا بتقديم سوى 10 % فقط من قيمة المبلغ اللازم لمساعدة هايتي في التصدي لهذا المرض. وصرح منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في هايتي نيجل فيشر "إننا بحاجة إلى أطباء وممرضات وأنظمة لتعقيم مياه الشرب وأقراص كلوراين وصابون وخيام من أجل علاج المصابين بالكوليرا بداخلها". وكانت الأممالمتحدة قد أطلقت الأسبوع الماضي نداء عاجلا طالبت فيه المجتمع الدولي بتقديم 164 مليون دولار أمريكي لمساعدة هايتي في التصدي لمرض الكوليرا . وحذر الخبير الفرنسي جيرارد شوفالييه من أن هايتي تواجه وباء كوليرا "غير عادي" وأن عدد ضحايا هذا المرض يمكن أن يتزايد بدرجة أكثر مما هو متوقع. وذكر خبراء في مجال الصحة أن تهديد وباء الكوليرا سيستمر لمدة أطول من المتوقع في هايتي موضحين أن البكتيريا تظل على قيد الحياة في المناطق المدارية مدة أطول منها في المناطق الأخرى ويمكن أن تستعيد نشاطها وحيويتها ثانية خلال موسم الأمطار الذي يحل قريبا. وأمام تفشى الوباء بشكل خطير تظاهر مواطنون في هايتي الجمعة الماضية احتجاجا على ما اعتبروه "فشل" الحكومة في إدارة أزمة الكوليرا و مطالبين بطرد القوات النيبالية التابعة للامم المتحدة في البلاد متهمين هذه القوات بالمسؤولية عن تفشى المرض في البلاد. وقد لقي متظاهران على الأقل مصرعهما فيما أصيب ما يزيد على 10 آخرين بجروح أثناء الاحتجاجات بينهم جنود من الأممالمتحدة حسب تقارير إخبارية. وتأتي هذه التطورات قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقرر إجراؤها يوم 28 نوفمبر الجاري حيث تسبب الوباء بجدل واسع حول إمكان إرجاء الانتخابات. وأفادت مصادر اعلامية بأن جوسيتى بيجو وجيرارد بلوت وجارودى لاجويرى وويلسون جيودى المرشحين للرئاسة طالبوا "بوضع ونشر خطة لمكافحة انتشار وباء الكوليرا". غير أن مرشحين بارزين دعوا الى اجراء الانتخابات في موعدها المقرر لتجنب المزيد من عدم الاستقرار السياسى بالبلاد. وصرح المرشح الرئاسي ميرلاندى مانيجات وهو الأوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية حسب استطلاعات للرأي "انه ليس من المعقول التحدث عن تأجيل الانتخابات نظرا لأننا فى مرحلة يستعد خلالها الشعب الهايتى للتصويت". وسجل نحو 4.7 مليون ناخب هايتى لاختيار رئيسهم الجديد من بين 19 مرشحا. تجدر الإشارة إلى أن الكوليرا هو مرض شديد العدوى ناجم عن نوع من البكتيريا يسبب إسهالا حادا قد يؤدى إلى الإصابة بالجفاف إذا لم يتلق المريض علاجا سريعا ما قد يؤدى إلى الوفاة نتيجة فقدان الجسم للسوائل بشكل سريع حيث يمكن أن يفقد المصاب 10% من وزنه في أربع ساعات فقط.