جرى يوم الثلاثاء بورقلة تشغيل نموذج محطة تعتمد طريقة جديدة في تحليل ومعالجة الغازات المحترقة من اختراع أحد الكفاءات الجزائرية كما لوحظ بعين المكان. ويضمن هذا المشروع العلمي معالجة هذا الصنف من الغازات باعتماد طريقة فنية لسلسلة من عمليات المعالجة إلى أن تتحول المواد الكيميائية في مرحلتها النهائية إلى ما يشبه غازات نظيفة غير مضرة بالإنسان والبيئة كما أوضح صاحب الإختراع السيد فرحات النيلي. وتتوفر هذه المحطة المتواجدة داخل العيادة الطبية الخاصة " الضياء" و الموجهة لأغراض معالجة النفايات الطبية على كل شروط حماية الفضاء البيئي وذلك وفق المعايير المعروفة عالميا بخصوص مكافحة التلوث البيئي وحماية الغلاف الجوي مما يعطي لهذا الإنجاز التقني أهميته العلمية كما أضاف ذات المتحدث. وتتوقف خصوصية الأجهزة المكونة لهذه المحطة النموذجية على مدى حجم الوحدة حيث تتغير أجهزة التركيب والتشغيل حسب متطلبات كل نوع من المعالجة مما قد يتطلب توفر أجهزة إضافية لمعالجة المواد الكيميائية اللازمة للتحليل المنبعثة من وحدات إنتاجية. وتختلف طريقة معالجة النفايات الصلبة وغير الصلبة والغازات المحترقة من وحدة إنتاج إلى أخرى على غرار وحدات صناعة الإسمنت أو الجبس أو المختصة في صناعة المواد الكيميائية الحمضية " الهيدروكربونية" أو البلاستيكية "السبكية" وغيرها حسب شروحات صاحب المشروع. وقد خضع النموذج الحالي حسب ذات المتحدث إلى معاينة من قبل بعض الهيئات المختصة وطنية وأجنبية لتقييم مدى مطابقة المحطة لمعايير معالجة هذا الصنف من الغازات المحترقة ومن بينها الوكالة الوطنية للنفايات ومركز الأبحاث التابع لمجمع سونلغاز قسم الإنتاج ومؤسسة مختصة من فرنسا. وتشير المعلومات التقنية بأنه بإمكان هذه المحطة معالجة ما بين 70 إلى 80 في المائة من الغازات المحترقة التي تشكل في حقيقتها أخطارا كبيرة على الصحة العمومية والمسببة أيضا لما أصبح يعرف عالميا بظاهرة " الإحتباس الحراري " حسب ذات المصدر. وللإشارة فان السيد النيلي فرحات إطار مختص في مجال الأمن الصناعي بمنطقة حاسي مسعود البترولية متحصل على براءة الإختراع من المعهد الوطني للملكية الصناعية سنة 2006 ومن المنظمة العالمية للملكية الصناعية في 2008. ويأمل النيلي أن تهتم الجهات المعنية على المستوى الوطني بهذه التجربة العلمية القابلة للتطوير والتي تمثل ثمرة جهود مضنية بذلت على مدى عدة سنوات في البحث والدراسات العلمية لأنها تمثل حسبه "نموذجا حيا لمدى قدرة الكفاءات الجزائرية على اقتحام عالم الإبتكارات العلمية ". ومن جهته أكد مدير البيئة لولاية ورقلة أن السياسة الوطنية في مجال حماية البيئة تشجع مثل هذه الإختراعات المحققة بالجزائر والتي من شأنها أن تساهم في معالجة بعض أصناف الغازات المضرة بالصحة العمومية والبيئة. و للتذكير فان العيادة الطبية " الضياء" التي تقع وسط مدينة ورقلة والتي استعانت بهذه المحطة لمعالجة النفايات الطبية بها قد دشنت في ماي 2006 وتضمن فحوصات في العديد من الإختصاصات الطبية والجراحية وتطمح إلى تقديم خدمات طبية تلبي حاجيات المرضى من داخل وخارج الولاية كما أكد مسؤولها الدكتور صالح صياغ.