دعا المتدخلون في افتتاح أشغال الندوة الدولية الخاصة باحياء الذكرى ال50 للمصادقة على اللائحة 1514 الخاصة بمنح البلدان والشعوب المستعمرة استقلالها يوم الاثنين بالجزائر العاصمة الى تصفية ما تبقى من الاستعمار في العالم. وفي هذا الصدد تطرق ممثل المجتمع الدولي بيار غالون الى "مثالين من الاستعمار" ويتعلق الامر بالصحراء الغربيةوفلسطين بحيث أكد حق هذين الشعبين في تقرير مصيرهما ونيل حريتهما. وحيا غالون في هذا الشأن صمود الشعب الصحراوي واصفا اياه ب"النموذجي" مبرزا تمسك مسؤولي البوليساريو ب"خيار الدبلوماسية والمفاوضات". ونوه المتدخل في هذا الإطار بصمود المواطنين الصحراويين في مخيم أقديم أزيك ضد القوات المغربية دفاعا عن حقوقهم داعيا إلى "فتح" الأراضي الصحراوية المحتلة سيما العيون أمام المساعدات الدولية. وبخصوص القضية الفلسطينية دعا ممثل المجتمع المدني إلى ضرورة الوقوف وفي وجه الحصار المضروب على غزة قائلا : "لا يمكن التسامح مع الحصار المضروب على غزة" داعيا أيضا الى "فكه وإيصال المساعدات الإنسانية إلى هذه المنطقة". أما ممثل الأمين العام لهيئة الأممالمتحدة طاي بروك زرهون فقد تطرق في كلمته إلى المسار الذي عرفه تحرر شعوب العالم ودور اللائحة 1514 في حصول العديد من الشعوب لاستقلالها بعد 50 سنة من المصادقة عليها. وأشار الى ان تصفية الاستعمار "بحاجة الى التزام ومثابرة من خلال روح تضامنية دولية". كما أكد على ضرورة استخلاص الدروس من الفترة النضالية وذلك بعدم نسيان تضحيات شعوب العالم الثالث من اجل نيل استقلالها. بدوره ثمن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى هذه المناسبة مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بإحياء "حدث رئيسي" في الدبلوماسية الدولية و "خطوة عظيمة" أنهت حركة الاستعمار. وأضاف موسى أن اللائحة 1514 جاءت "تتويجا لكفاح الشعوب التي ناضلت من اجل نيل استقلالها" معتبرا صدور هذه اللائحة "إيذانا بتغير العالم". كما ابرز في هذا الصدد ان المصادقة على تلك اللائحة يعد "ثمرة لتحرك دبلوماسي رصين قاده ثلة من السياسيين الأحرار". وبعد أن أكد على دور الجامعة العربية في "مواكبة حركات التحرر عبر العالم" حيا الأمين العام للجامعة العربية تضحيات الشعب الجزائري خاصة المرأة الجزائرية في سبيل الاستقلال. أما رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جون بينغ فقد ذكر في كلمته بتضحيات شعوب القارة الإفريقية في سبيل نيل استقلالها. وبعد أشاد بمآثر ثورة أول نوفمبر الخالدة أكد بينغ على "الدور الطلائعي" الذي لعبته الجزائر في دعم تحرر الشعوب الإفريقية ضد الاستعمار. كما أشار رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي إلى "ضرورة استكمال تصفية الاستعمار خاصة بفلسطين والصحراء الغربية وذلك استنادا إلى للائحة الأممية 1514". من جهتها أكدت نائبة رئيس سابقة للجمهورية الاشتراكية الفيتنامية نقين ثي بينه ان المصادقة على اللائحة 1514 "توجت مسارا طويلا من كفاح شعوب قارات إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية" مضيفة ان الطريق "مازال طويلا في سبيل الحرية والديمقراطية". وبعد ان أدانت "الاستعمار الجديد" المبني على نهب ثروات الدول المستعمرة قديما رافعت نقين على "كفاح جديد" بين هذه الدول في اطار التعاون جنوب-جنوب. أما الرئيسان السابقان لجنوب إفريقيا ونيجيريا على التوالي تابو مبيكي و أولوسيجون أوبسانجو فقد اكدا ان انعقاد هذه الندوة يشكل "رسالة مهمة" للشعوب التي لا زالت تنحت نير الاستعمار خاصة فلسطين والصحراء الغربية. كما اكدا على ضرورة حماية المصالح الاقتصادية للبلدان لافريقية من خلال الوحدة والعمل الجماعي.