تم يوم الاثنين بمقر المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر العاصمة عرض فيلم وثائقي للمخرج عبد اللطيف مراح بعنوان "رحلة في قلب زوايا الجزائر". وتم خلال هذا الفيلم الوثائقي الذي انتج من قبل المخرج في مارس 2010 الغوص في مقاصد الزوايا في الجزائر و الرسالة التي تحملها الزوايا الدينية التي تعمل على تربية النشئ و تلقينهم الفقه و السمو بهم الى أعلى المراتب في عالم الروح و الطهر. واستند المخرج في هذا العمل الوثائقي و مدته 90 دقيقة على آراء علماء و باحثين في الدين الاسلامي من الجزائر و من فرنسا حول الصوفية و التصوف كما زارت كاميرا الفيلم عدة مناطق من الوطن انطلاقا من تلمسان التي اعتبرت عاصمة التصوف بفضل العالم سيدي بومدين وعرجت على عدة زوايا بالغرب الجزائري و الجنوب والشرق ومنطقة القبائل وصولا الى الجزائر العاصمة. وركز المخرج من خلال صور حية على أهم الزوايا التي ذاع صيتها في الجزائر بسبب غزارة علم مؤسسيها من الأئمة العارفين بعلوم الدين و الذين أفنوا حياتهم في خدمة الإسلام و ترسيخ قيمه في المجتمع مشيرا الى وجود عدة طرق أهمها الطريقة القادرية و الرحمانية (الخلواتية) و الشاذلية. وبعد أن أعطى صورة عن التواجد الصوفي في الجزائر من خلال الزوايا التي يختلف عددها من ولاية لأخرى تطرق الفيلم الى عبارات تتردد في الوسط الصوفي ك"الخلوة" و انتقال البركة من شيخ لآخر و "السماع" و هو تلاوة المدائح التي تسمو حسب مريدي الزوايا-- بالنفس البشرية و تصل بها الى منزلة الروح. و تخللت الفيلم الذي احتوى على صور لمناظر من الجزائر بجبالها و سواحلها قراءة لقصائد شعرية نظمها أشهر شيوخ الصوفية الجزائريين. وعن فكرة الفيلم أكد المخرج مراح أنها خطرت له بعد ان عانى من مرض كاد أن يقضي على حياته فراح يبحث عن معنى الحياة و قال أن هذا العمل جعله يكتشف عالما آخرا مؤكدا في هذا الصدد ان "القلب هو الذي كان يحمل الكاميرا".