تم يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة عرض فيلم وثائقي للمخرج الجزائري لمين مرباح بعنوان "إفريقيا من الظلمات إلى النور" على هامش أشغال ندوة الجزائر الدولية المنعقدة بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لإصدار اللائحة المتضمنة منح الاستقلال للدول و الشعوب المستعمرة. وطاف هذا الفيلم لمدة 72 دقيقة بجميع المراحل التاريخية التي مر بها احتلال القارة الإفريقية من الدول الأوروبية الكبرى بداية من سنوات النهضة الصناعية حيث أصبحت هذه الدول كبريطانيا و فرنسا و البرتغال و بعدها ألمانيا و إيطاليا تبحث عن الموارد الأولية ووجدت في القارة السمراء خزانا لا يفنى. غاص مخرج الفيلم الذي أنتجته وزارة الثقافة في 2009 في قلب القارة الإفريقية من الشمال إلى أقصى الجنوب من خلال صور نادرة و مؤثرة للرق والعبودية التي طالت السكان الأصليين للقارة ابتداء من القرن الخامس عشر. و ركز هذا الفيلم الذي أنتج في نسختين واحدة بالعربية و أخرى باللغة الفرنسية على صور جسدت أهم الثورات الشعبية التي قام بها السكان الأصليون ضد القوى الاستعمارية التي تقاسمت فيما بينها أقطاب القارة السمراء و استنزفت ثرواتها الطبيعية. وسلط المخرج لمين مرباح في هذا الإنتاج الوثائقي الضوء على الانعكاسات الإيجابية للثورة الجزائرية على الحركات التحررية في القارة الإفريقية معتمدا في ذلك على صور لعدة أبطال جزائريين و شخصيات إفريقية كانت مؤثرة في بلدانها. وقدم هذا العمل الوثائقي الذي اعتمد على صور من الأرشيف شهادات لزعماء الحركات التحررية في إفريقيا أهمهم الزعيم الجنوب إفريقي نلسن منديلا حول الدعم المادي و المعنوي الذي تلقوه من الجزائر المستقلة في سبيل استرجاع سيادتهم . وبالمناسبة، دعا المخرج لمين مرباح في تصريح لواج الوزارة الوصية إلى عرض الفيلم في دور السينما حتى يتسنى للجمهور الاطلاع عليه. و أكد صاحب فيلم "بني هندل" أن الرسالة التي أراد تبليغها من خلال هذا العمل الوثائقي هو أن سبب الحملات الاستعمارية التي استهدفت القارة السمراء هو "نهب الثروات الطبيعية الهائلة التي تزخر بها و بأن العلاقة بين العالم الغربي وبلدان الجنوب كانت قائمة على سيطرة و استغلال". و تجدر الإشارة إلى أن المشاركين في ندوة الجزائر الدولية سيشاهدون في اختتام الأشغال فيلم "الخارجون عن القانون" للمخرج الجزائري رشيد بوشارب بقاعة ابن زيدون (رياض الفتح).