واصلت قوات الإحتلال الاسرائيلي يوم الاثنين حملاتها العدوانية في الاراضي المحتلة بعد ان هددت بعدوان مسلح ضد قطاع غزة بعد مرور سنتين على الاعتداء البربري والمذبحة التي نفذتهما ضد سكان القطاع الذين لا يزالون يعانون ويلات الحصار. ولا زالت قوات الاحتلال تواصل في سياستها الهمجية ضد الشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو المناطق الاخرى إذ لا يكاد يمر يوم إلا ويسجل هجوم جديد على المواطنين العزل والذي تفاقم يوم أمس الاحد بعد إستشهاد فلسطينيينبجنوب قطاع غزة. كما تواصلت اليوم حملات الاعتقال التي لم يسلم منها الشباب والمسنون ولا الاطفال ولا حتى النساء إذ أسرت قوات الاحتلال اليوم 7 فلسطينين في بيت لحم بالضفة الغربية بعد اعتقال عشرة اخرين يوم امس في الضفة. كما أطلقت زوارق حربية إسرائيلية مساء امس نيران أسلحتها الرشاشة تجاه قوارب الصيادين الفلسطينيين قبالة شاطىء محافظتي خان يونس ورفح جنوب غرب غزة. وبحلول الذكرى الثانية اليوم للهجوم الهمجي و البربري على قطاع غزة الذي خلف 1400 شهيدا ونحو 5000 جريح فلسطيني دعت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" بيان لها اليوم جميع الجهات المعنية إلى توثيق حالة الصمود والثبات التي جسدها مليون ونصف مليون فلسطيني من القطاع أمام آلة الحرب الاسرائيلية لتكون "نبراسا" للأجيال القادمة. وأكدت حماس على أن المقاومة بشكل عام تمكنت من إحباط خطط الإحتلال الإسرائيلي خلال إعتداءه على قطاع غزة قبل عامين مشددة على أنها لم تتنازل ولم تعترف بالكيان الإسرائيلي كما أنها لن ترضخ لشروطه. ونقلت مصادر اعلامية عن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية تهديدهم بشن عملية عسكرية جديدة في قطاع غزة على غرار ماسمي ب "عملية الرصاص المصبوب" التي شنتها اسرائيل على القطاع قبل عامين. وأمام هذه التهديدات اعرب رئيس مكتب الامين العام للجامعة العربية هشام يوسف في تصريحات صحفية عن "قلق" الجامعة البالغ إزاء التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة مستغربا صمت المجتمع الدولي إزاء هذه التهديدات التي " لا ينبغي السكوت عنها " خاصة وأن القطاع لا يزال يعاني من تداعيات الاعتداء البربري بعد مرور عامين على جرائم الحرب الإسرائيلية. من جهته اكد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والاراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية محمد صبيح ان الجامعة اكدت أكثر من مرة أن العدوان الإسرائيلي المستمر والدموي بحق الشعب الفلسطيني يقصد منه إبعاد الانتباه والتركيز عن جريمة الإسرائيلية الخطيرة المتمثلة في الاستيطان والتهرب من استحقاقات عملية السلام إلى أمور أخرى. و دعت "كتائب المجاهدين" في فلسطينالمؤسسات الحقوقية الدولية والمجتمع الدولي لملاحقة مجرمي الحرب الاسرائيليين. مؤكدة "أن الوحدة الوطنية ضرورة ملحة لوقف أي عدوان قد يقدم عليه الاحتلال" ومبرزة ان تهديدات الاحتلال المتكررة تأتي ضمن الحرب النفسية ضد الشعب الفلسطيني. ولم تكتف قوات الإحتلال الإسرائيلي في التطاول على الشعب الفلسطيني فحسب إنما شككت أيضا في مصداقية السلطة الفلسطينية إذ قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان "أن السلطة الفلسطينية غير شرعية وغير معنية بالتفاوض" حيث إعتبر المسؤول التصريحات "تحريضا" على السلطة والرئيس محمود عباس. ورد صائب عريقات رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض في تصريحات صحفية ان تصريحات ليبرمان "تأتي ضمن حملة إسرائيلية للتحريض على السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس" مضيفا انها تأتي ضمن مخطط إسرائيلي يتضح بعده على الأرض من خلال الاستيطان. وأوضح عريقات ان السياسة الإسرائيلية على الأرض من "إبعاد وتعزيز للحواجز والإغلاق وإستمرار الحصار الظالم واللا إنساني على قطاع غزة تكشف بكل ما للكلمة من معنى ومن دون أي غموض عن موقف الحكومة الإسرائيلية الرافض للمفاوضات على أساس الدولة". ولم يخلف العدوان الهمجي الاسرائيلي على القطاع ضحايا بشرية فحسب إنما ساهم في تهديم البنية التحتية للقطاع إذ تكبد القطاع خسائر إقتصادية قدرت بنحو مليار دولار والتي تشمل تدمير 4100 مسكن بشكل كامل ونحو 35 مسجدا و120 مبنى حكوميا وثلاث مقرات تابعة للأونروا. إلى جانب 17 ألف مسكن آخر دمرت بشكل جزئي وعدد من المدارس والجامعات والوحدات الصحية. ويعاني القطاع من الحصار الاسرائيلي المفروض عليه لنحو أربع سنوات مما أدى إلى تدهور في الحياة المعيشية للمواطنين وكذا الصحية وهو الامر الذي يترجمه إستشهاد العديد من الفلسطينيين بالقطاع ممن تعذر عليهم السفر للخارج لتلقي العلاج الضروري. وحذر في هذا الشأن أطباء فلسطينيون من خطورة نفاذ 140 صنفا من الأدوية الأساسية بالقطاع مطالبين بضرورة العمل على رفع الحصار الإسرائيلي بغية إدخال الأدوية والمعدات الطبية اللازمة منددين بمنع إدخال الأدوية اللازمة لعلاج المرضى في قطاع غزة لاسيما الأطفال.