لقي ثلاثة إسرائيليين مصرعهم من بينهم جندي أمس في حين استشهد 7 فلسطينيين من كتائب عزالدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس في اشتباكات عنيفة وقعت بين قوات الاحتلال وعناصر المقاومة الفلسطينية بالقرب من معبر نهال أوز على الحدود الاسرائيلية وقطاع غزة·
واعترف جيش الاحتلال بمقتل أحد جنوده وجرح اثنين آخرين في هذه الاشتباكات التي نشبت بعد أن أطلقت قواته النار على فلسطينيين قالت إنهم اقتربوا من السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل· وجاءت هذه المواجهات بعد محاولة قائد عسكري فلسطيني كان رفقة أربعة مقاومين اقتحام المعبر للمرور الى داخل إسرائيل ولكن جنود الاحتلال أطلقوا النار عليهم مما أدى الى استشهاد ناشط في حين ذكرت قوات الاحتلال أنها تمكنت من إلقاء القبض على آخر بينما تمكن الباقون من الإنسحاب· وسارعت عدة فصائل فلسطينية إلى تبني العملية من بينها كتائب القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي وكتائب المجاهدين التابعة لحركة فتح ولجان المقاومة الشعبية· وردا على هذه العملية شنت طائرات حربية إسرائيلية غارات جوية على مدينة غزة استهدفت حافلة لنقل أعضاء من حركة الجهاد الإسلامي مما تسبب في إصابة ثلاثة من بينهم وصفت جروح أحدهم ب "الخطيرة جدا"· والواضح أن محاولة المقاومين الفلسطينيين اختراق الحواجز الأمنية الإسرائيلية والتسلل إلى داخل إسرائيل كانت بهدف تنفيذ عمليات فدائية على غرار تلك التي استهدفت مؤخرا مدرسة تلموذية في قلب إسرائيل وخلفت مصرع ثمانية من مرتاديها وعشرات الجرحى وتأتي كرد طبيعي على الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين سواء في قطاع غزة أو بالضفة الغربية· وضاق الشعب الفلسطيني ذرعا لاسيما في قطاع غزة من حالة الحصار المفروض عليهم والذي حرم سكانه من أدنى ضروريات الحياة والعيش الكريم· فرغم النداءات الدولية المتكررة المطالبة بضرورة رفع الحصار تفاديا لحدوث كارثة إنسانية وشيكة تصر إدارة الاحتلال على مواصلة سياسة العقاب الجماعي التي اعتادت انتهاجها في كل مرة تريد تضييق الخناق على الفلسطينيين غير مكترثة بالعواقب الوخيمة لهذه السياسة على الوضعية الصحية والإنسانية والاقتصادية وحتى البيئة في قطاع غزة· وكان أول المتضررين من العنجهية الإسرائيلية المعتمدة في قطاع غزة المرضى الذين لم ترحمهم إسرائيل بعدما منعت إدخال الأدوية إلى غزة·وفي هذا السياق أعلنت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار المفروض على قطاع غزة أمس، وفاة فلسطينيين اثنين مصابين بداء السرطان بعدما حرمتهم إدارة الاحتلال من السفر إلى خارج غزة لمواصلة العلاج· ويصل عدد المرضى الفلسطينيين الذين لقوا نفس المصير بسبب الحصار المشدد منذ شهر جويلية الى 127 شهيدا في حصيلة لا تزال مفتوحة أمام كل الاحتمالات مع استمرار الحصار· وأمام هذه الوضعية المأساوية دعت منظمات فلسطينية الدول العربية والإسلامية والعالم أجمع إلى تحمل مسؤولياتها اتجاه الشعب الفلسطيني والتحرك سريعا لكسر الحصار وإنقاذ أهالي غزة من موت محتوم· وطالبت الكتلة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" منظمة الأممالمتحدة وكل المنظمات الحقوقية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان إلى لعب دورها من خلال ممارسة ضغوط على إدارة الاحتلال لحملها على رفع الحصار· ويتزامن استمرار القمع الإسرائيلي مع حلول الذكرى ال 60 لمذبحة دير ياسين التي راح ضحيتها آلاف الفلسطينيين الذين خرجوا للدفاع عن الشرف العربي الذي انتهكته المليشيات الصهيونية عام 1948 أثناء احتلال فلسطين· وقد استغلت جامعة الدول العربية المناسبة لتوجيه تحذير لحكومة الاحتلال من مغبة مواصلة سياستها العدوانية ومنهجها التوسعي العنصري الهادف إلى تهويد كل الأراضي الفلسطينية·وأصدرت أمس، بيانا نددت من خلاله بسعي إسرائيل إلى فرض سياسة الأمر الواقع التي قالت أنها تنسف جهود تحقيق السلام وتدمير فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة· والحقيقة أن إسرائيل التي تسعى إلى الظهور بمظهر الباحث عن السلام بعد أن قبلت الجلوس مجددا إلى طاولة التفاوض مع الفلسطينيين تعمل في نفس الوقت على إفشال مفاوضات السلام لإبقاء على الوضع الراهن الذي يخدم مصالحها· وأكد نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني أن المفاوضات التي تمت قبل يومين بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت فشلت في تحقيق النتائج المرجوة منها ولم يتم إحراز أي تقدم يذكر· وقال أن الرئيس عباس سيبلغ الرئيس الأمريكي بنتيجة هذه المفاوضات خلال لقائهما المرتقب بواشنطن الشهر الجاري·