شرح، أول أمس، المخرج الجزائري، مرزاق علواش، وجهة نظره التي انطلق منها في تأليف وإخراج آخر فيلم له الذي عنونه ب ''حرافة '' بعد موجة النقد الذي تعرّض لها على صفحات بعض الصحف والمواقع الإلكترونية، والتي تؤكد أن الفيلم عبارة عن درس تطبيقي يعلم الشباب طريقة ''الحرقة''، وأكد المخرج أنه خلال تأليفه للفيلم وإخراجه كان في صدد تشريح الواقع المعيش، ويعطي للشباب الجزائري والمغاربي بصفة عامة نظرة عن حجم معاناة الشباب في رحلتهم في عرض البحر· كان ذلك بعد العرض الأول للفيلم في الجزائر الذي احتضنته قاعة ''سيراميستا'' بالجزائر العاصمة، بعد رحلة طويلة في مهرجانات السينما الدولية، والتي حصد خلالها العديد من الجوائز من بينها ''جائزة النخلة الذهبية'' في المهرجان الدولي للسينما في إسبانيا و''جائزة أحسن فيلم روائي عن حقوق الإنسان'' في آخر طبعة من مهرجان دبي السينمائي الدولي· يروي فيلم ''حرافة'' لمرزاق علواش حكاية شباب من ولاية مستغانم بالغرب الجزائري، على رأسهم رشيد وناصر، يصرون على الهجرة غير الشرعية، خاصة بعد انتحار صديقهم عمر الذي لم يفلح في الهجرة قبل ذلك، ولم يستطع تحسين أوضاعه في مدينته، لكن ناصر يقع في موقف حرج بعد إصرار ''لمياء '' خطيبته على ''الحرفة'' معه، وبعنادها جعلته يرضخ للأمر ويصطحبها معه· تصل الحكاية الدرامية للفيلم إلى قمة مأساتها ومعاناة أبطالها عند نجاحهم في امتطاء القارب رفقة الشرطي الفار الذي قتل المهرب ليتمكن أيضا من الهجرة مع الجماعة، هنا تبدأ سوداوية الحكاية ومعاناة أبطالها، حيث يصر ناصر وينجح في اصطحاب حبيبته التي رفض هذا الدخيل أن تذهب معهم، ليزداد الصراع والتوتر بعد ذلك بين الشباب، هذا الدخيل المسلح غير المرغوب فيه الذي يريد فرض رغبته بالسلاح ينشب صراع بينه وبين ''حكيم'' الشاب الملتزم، وينتهي الأمر بسقوط وموت الإثنين في عرض البحر، تستمر معاناة الشباب في الرحلة مع أهوال البحر والخوف من حرس السواحل، إلا أن الأمر الذي أزّم الموقف هو تعطل محرك القارب على بعد كيلومترات قليلة من السواحل الإسبانية، حيث يضطر الشباب الخمسة القادمين من الجنوب الجزائري للبقاء داخل القارب لعدم مقدرتهم على السباحة، في حين يقفز رشيد، ناصر وخطيبته لمياء في عرض البحر إلى المجهول ومواصلة الرحلة بالسباحة، لكنهم لا يفلحون في الوصول إلى السواحل الإسبانية، حيث تخيب آمالهم بعد إلقاء القبض عليهم من طرف الشرطة الإسبانية وإعادة لمياء إلى الجزائر والزج برشيد وناصر في السجن· أدى أدوار الفيلم على مدار 103 دقائق، مجموعة من الشباب الموهوبين على رأسهم نبيل عسلي، عبد الله بن صغير ولمياء بوسكين، وهو مزيج من الحالات المتناقضة سواء فردية أو جماعية، من بينها الشاب الملتزم دينيا الذي يصر على ''الحرفة'' وكذلك الشرطي الذي يملك عمل قار، بالإضافة إلى الانفصال التام بين الشباب الثلاثة ناصر، رشيد ولمياء، ثلاثة شباب متعلمين ومتخرجين من الجامعة يجدون أنفسهم مع مجموعة شباب لم يدخلوا المدرسة أصلا في قارب صغير لمحاربة المجهول· أفلح مرزاق علواش في تصوير معظم مراحل المغامرة داخل قارب صغير استطعنا من خلاله متابعة كل ما حصل فيه، في حين لم يتطرق علواش ولو بلمحة إلى أولئك الشباب الذين نجحوا في المهمة، لعدم إعطاء نظرة إيجابية عن الظاهرة، كما أشار إلى ذلك سابقا·