قال رائد الأغنية الأمازيغية آيت منفلات في هذا الحوار مع ''الجزائر نيوز'' بأن الجيل القديم في الغناء الأمازيغي يستبشر خيرا بقدرة الجيل الجديد على حمل المشعل ومواصلة ما بدأه الأولون، وأكد أن جمهوره عرف المغزى من الحفل وفهم الرسائل التي يجب أن تتناقلها الأجيال· 20 سنة من الغياب عن قاعة الأطلس، كيف وجد لونيس آيت منفلات جمهور قاعة الأطلس بالتحديد؟ هذا ليس غريبا على الجمهور القبائلي، ففي كل الحفلات التي يحييها كبار الفن القبائلي، لا تجد مكانا فارغا في القاعة، بعد 20 سنة من حفلي الأخير في قاعة الأطلس، كان الجمهور جد جميل، فالحب هذا الذي أجده عند الجمهور هو ما يجعلني أصر على البقاء فيئ الساحة الفنية، فلولاهم لما غنّى آيت منفلات، ورغم هذا الغياب الطويل عن هذا الجمهور الجميل، فقد بقي كما كان جميلا ومحبا للفن القبائلي الأصيل حتى أنه لم يتعب من الغناء لولا ضيق الوقت· وماذا عن ظروف التسعينيات وسنة 2010؟ حقيقة 20 سنة من قبل لم تكن هناك نفس الإمكانيات ولا نفس الظروف المتاحة اليوم، ولكن هذا الحب المتبادل بين الفنان والجمهور ما زال كما كان في ذلك اليوم، وهذا الجمهور الذي تراه اليوم هنا عرف المغزى من الحفل، وفهم الرسائل المراد لها أن تعيش، هذه الرسائل التي تنبض بها كل القلوب التي حضرت الحفل، أنا متأكد أن من كان حاضرا في القاعة في ذلك اليوم، هو اليوم في نفس القاعة وبنفس الحلم الذي بدأت بوادره تطفو في الأفق· لكن الحضور اليوم لم يقتصر على الكبار فقط، بل تعداه إلى الشباب وحتى المراهقين، ماذا تقول في هذا الشأن؟ هذا كان أجمل ما رأيته هذا اليوم، الشباب الذي لم يكن قد ولد أصلا في آخر حفل لي في قاعة الأطلس سنوات التسعينيات، حضر اليوم وبقوة، ليس هذا فقط بل يعرف ويحفظ عن ظهر قلب أغاني لونيس آيت منفلات، هذا ما يجعل الجيل الكبير الذي حضر وعاش في تلك الفترة يستبشر خيرا بجيل جديد قادر على حمل المشعل· ألا تفكر في تقديم ألبوم جديد للشباب الذي يحبك؟ هناك ألبوم قيد التحضير وهو في مراحل متقدمة من العمل، وسندخل إلى الأستوديو في الأيام القليلة القادمة، حيث سيكون هناك عمل مميز، ستكون فيه 6 أغاني متنوعة، أفضّل عدم الحديث عنها حاليا لأنها ستكون مفاجأة للجمهور، حيث سيكون حاضرا في الأكشاك في فصل الصيف إن شاء الله، في الجزائر وفرنسا كما اعتدنا العمل، لتجنب مشكلة القرصنة التي يعاني منها كل الفنانين الجزائريين· نعلم أن محبي لونيس آيت منقلات لا يقتصرون على تيزي وزو والعاصمة، ألا تفكر في جولة فنية مثلا في عدة ولايات؟ تنظيم الحفلات في الجزائر ليس من صلاحيات الفنان بحد ذاته، بل ينتظر دائما دعوة من الهيئات الثقافية الموجودة على مستوى التراب الوطني، أنا شخصيا لا أرفض أي دعوة من أجل إحياء حفلات في الجزائر، ولا خارجها لمعرفتي بشغف الجمهور بما يقدم من فن نظيف وجميل، لكني تحدثت مع المسؤولين على الديوان الوطني للثقافة والإعلام، ومن المحتمل أن تكون هناك جولة عبر عدة ولايات من التراب الوطني، بالإضافة إلى الجزائر العاصمة طبعا، وستقدم للإعلام الجزائري كل التفاصيل في وقتها· في الأخير كيف يتم اختيار الأغاني المقدمة في الحفلات؟ أعتقد أن لكل فنان طريقته في التعامل مع مثل هذا الوضع، أما بالنسبة لي فأنا أحاول تقديم أغانٍ مختلفة في كل حفل، أما عن طريقة تقديمها في الحفل، فتكون في الكثير من الأحيان تسلسلا زمنيا، الأغاني القديمة في الأول والأغاني الجديدة في الأخير، ولو كان هناك عدة حفلات، فيمكن مثلا تقديم كل الأغاني الخاصة بي في 10 حفلات مثلا، ولكن في الأول والأخير النقطة هذه تبقي في يد المنظمين·