أعرب سكان مدينة ذراع الميزان الواقعة على بعد 42 كلم جنوب غرب مدينة تيزي وزو، عن مخاوفهم الكبيرة من ما قد ينجر عن استغلال المياه الصالحة للشرب التي تشهد تلوثا كبيرا، وحسب ما صرح به بعض السكان فإن منطقتهم تم تزويدها بهذه المادة الحيوية انطلاقا من سد ذراع الميزان، حيث أوضحوا أنها لا تخضع لأية تحاليل ولم يتم معالجتها لتكون صالحة للاستغلال. وأكد السكان ان المياه التي تزور حنفياتهم ملوثة بنسبة 60 بالمائة، وحسبهم فإن هذا التلوث راجع إلى المياه القذرة التي تصب في السد، لا سيما مياه الصرف التي يقذفها مستشفى كريم بلقاسم و مختلف المخابر الطبية وفضلات مذبحة الدواجن وغيرها، وهو ما زاد من مخاوف السكان و قلقهم الشديد من ما قد يترتب عن استغلال هذه المياه، وهو ما ينبئ بكارثة كبيرة كانتشار أمراض وأوبئة ستودي بحياتهم جميعا، خاصة أنهم لا يملكون أي مصدر آخر للتزويد بالماء وتلبية حاجياتهم ما عدا مياه السد الملوثة. واستنادا إلى تصريحات السكان، فإن السد تم انجازه في سنوات السبعينيات، حيث كان حينها موجها للفلاحة (السقي) على اعتبار المنطقة تزخر بإمكانيات فلاحية ومساحات زراعية شاسعة، غير انه سرعان ما بدأت مياهه تتلوث بعدما أقدم المسؤولون على تخليص المنطقة من مياه الصرف التي يقذفها مستشفى المدينة، وذلك بصبها في السد.. وأمام معاناة سكان المنطقة خاصة والمناطق الجنوبية من أزمة الماء، قررت السلطات المحلية وضع حد لمعاناتهم اليومية، وذلك ببرمجة عملية تزويدهم بالماء الشروب انطلاقا من هذا السد، حيث عمدت في الوهلة الأولى إلى تحويل المياه من السد إلى محطات التصفية قبل إطلاقها في الحنفيات، غير ان ذلك لم يقلل من حجم خطورة استغلال مياه السد. وأضاف السكان ان ذلك لم يحل المشكلة، حيث لم يتم تغيير مصب المياه المستعلمة التي ظلت تصب في السد رغم استغلال مياهه للشرب، وما زاد الطين بلة حسبهم قدم قنوات نقل المياه الصالحة للشرب التي يعود تاريخ انجازها إلى ما يزيد عن 20 سنة, وقد أقدمت السلطات على دعم السد مؤخرا بمحطة تصفية تم تجهيزها بكل الإمكانيات والعتاد لكن لم يتم بعد استغلالها لأسباب تبقى مجهولة. وناشد السكان المسؤولين بمديرية الري، التدخل وإيجاد حل لمشكلتهم قبل حدوث ما لا يحمد عقباه، حيث طالبوهم بإجراء تحاليل لمياه السد مع تغيير انابب نقل الماء التي تعاني القدم. وفي انتظار إنهاء اشغال تحويل مياه سد تاكوديت أوسرذون المنتظر ان يمون المناطق الجنوبية لتيزي وزو، يبقى سكان ذراع الميزان يعانون ويعيشون في قلق دائم.