فتحت، مكاتب الاقتراع، أبوابها أمام الناخبين، أمس الأحد، في ثاني انتخابات تشريعية في العراق منذ سقوط النظام السابق ربيع عام ,2003 وسط قذائف وانفجارات في مختلف مناطق بغداد إثر إطلاق القاعدة تهديداتها بتعطيل الانتخابات· وبدأت، المكاتب، عملها في الساعة السابعة (00,04 تغ) في جميع مراكز الاقتراع في البلاد، في ظل إجراءات أمنية مشددة بمشاركة مئات الآلاف من عناصر الجيش والشرطة وفرض حظر تجول على المركبات في بغداد· ودعي حوالى 19 مليون ناخب لاختيار برلمان من 325 نائبا لمدة أربع سنوات سيغادر خلالها 95 ألف جندي أمريكي بشكل نهائي العراق بعد تسعة أعوام على الإطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين· وفي المركز الإنتخابي في مدرسة عمر المختار في منطقة الصالحية في وسط بغداد، كانت أعداد الناخبين قليلة في الصباح الباكر· وقال أبو عادل (57 عاما) وهو متقاعد ''من واجبي المشاركة في العملية الديموقراطية وعلى الجميع القيام بواجبهم''· من جهته، قال أبو داوود ( 70 عاما) الذي وصل برفقة امرأته أن ''اللوائح العلمانية بإمكانها إنقاذ البلاد· إنها المرة الثانية التي أدلي بصوتي لصالح العلمانيين''· أما امرأته فقالت ''أدليت بصوتي لصالح (رئيس الوزراء نوري) المالكي لأنه الأفضل للعراق، وصلت الأولى لأنني أريد طي صفحة الإرهاب''· وسقطت، عشر قذائف هاون، أربع منها في المنطقة الخضراء (وسط) وانفجرت عبوتان ناسفتان في الأعظمية والقاهرة (شمال)· كما سقطت قذيفتا هاون في الغزالية (غرب) وواحدة في كل من الزعفرانية والدورة والعامل (جنوب غرب) وبغداد الجديدة (جنوب شرق) وانفجرت قنبلتات صوتيتان في عراصات الهندية والجادرية (وسط)· وقالت، المصادر الأمنية، أن شخصا قتل وأصيب أربعة آخرون بجروح بانهيار مبنى في حي العامل إثر انفجار، وأصيب شخصان بسقوط قذيفة في حي الفرات· كما انفجرت خمس عبوات ناسفة قرب خمس مراكز انتخابية في وقت واحد في بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد)· وفي محافظة صلاح الدين، أصيب ثلاثة أشخاص بجروح بانفجار على طريق يؤدي إلى مركز انتخابي في بلدة يثرب، جنوب تكريت كما فككت قوات الأمن سيارة مفخخة أمام أحد المراكز الانتخابية وسقطت قذيفة هاون قرب مكتب للإقتراع في بيجي· وينتشر مئات الآلاف من عناصر الشرطة والجيش لحماية 46 ألف مكتب اقتراع في ظل تهديدات أنصار أسامة بن لادن بقتل كل من يشارك في الانتخابات· وأعلن تنظيم القاعدة في العراق، الجمعة، فرض ''حظر التجول''، الأحد، في جميع أنحاء البلاد لمنع إجراء الانتخابات· وحذر من يخرق حظر التجول هذا بأنه ''يعرض نفسه والعياذ بالله لغضب الله ولكل صنوف أسلحة المجاهدين''· ونددت القاعدة في رسالتها ''باحتلال الصليبيين والرافضة'' للعراق· وستغلق مكاتب الاقتراع أبوابها الخامسة عصرا (00,14 تغ)· وأغلقت السلطات المطارات والمعابر الحدودية بين العاشرة مساء السبت (00,19 تغ) والخامسة فجر الإثنين (00,02 تغ)· ويتوقع أن تكرس هذه الانتخابات التي تأتي بعد أربعة أعوام من أعمال عنف طائفية زودت بعشرات الآلاف، الهيمنة السياسية للشيعة الذين يشكلون الغالبية في العراق· كما سيشارك العرب السنة بكثافة في الانتخابات بعد أن قاطعت نسبة كبيرة منهم انتخابات عام .2005 ويخوض الانتخابات 6281 مرشحا بينهم 1801 إمرأة موزعين ضمن 12 ائتلافا كبيرا وكيانات أخرى· والقوائم الأوفر حظا هي ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي ذات الاتجاهات الشيعية، وكتلة العراقية العلمانية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي· ويدور الخلاف الأساسي بينهما حول مسألة اجتثاث البعث التي احتلت مساحة واسعة في الحملة الانتخابية مع إقصاء 511 مرشحا بتهمة الانتماء إلى الحزب المحظور دستوريا، فضلا عن اختلاف المنابع الفكرية بين الطرفين· وفي إقليم كردستان، يتحالف الحزبان الرئيسيان المهيمنان على الحياة السياسية منذ ثلاثة عقود، الإتحاد الوطني والديموقراطي الكردستاني، بمواجهة حركة التغيير التي قد تتمكن من إعادة رسم الخريطة السياسية في هذه المنطقة·