شهدت عملية التصويت في ثاني انتخابات نيابية منذ غزو العراق عام 2003 إقبالا ملحوظا رغم سلسلة من الانفجارات والقذائف التي أسفرت عن مقتل 30 شخصا وإصابة نحو 60 بجروح. واستمرت عملية الاقتراع حتى الخامسة مساء بالتوقيت المحلي للعراق، ويشرف على هذه الانتخابات طاقم من نحو 300 ألف شخص، إضافة إلى نحو 500 إلى 600 مراقب دولي موزعين على نحو عشرة آلاف مركز اقتراع في 18 محافظة عراقية. ويشارك في الانتخابات أزيد من 19 مليون ناخب لاختيار برلمان من 325 نائب لمدة أربع سنوات سيغادر خلالها 95 ألف جندي أمريكي بشكل نهائي العراق. وأعلنت وزارة الداخلية العراقية مقتل 30 شخصا وإصابة 60 إثر دوي سلسلة انفجارات وسقوط صواريخ وقذائف، تزامنا مع الانتخابات. وقال مصدر أمني في الشرطة العراقية إن أعنف التفجيرات كان في منطقتي الشرطة الرابعة وحي الشعب، ورغم الانطلاقة الدموية للعملية الانتخابية إلا أن رئيس الوزراء رئيس قائمة ائتلاف دولة القانون نوري المالكي أعرب فور إدلائه بصوته في الانتخابات عن أمله في أن يتوجه الناخبون لمراكز الاقتراع بشكل حاشد رغم التهديدات الأمنية، متوقعا ''أن تشهد الخارطة السياسية تغييرا بعد الانتخابات النيابية'' وقال: ''بعد جهود مضنية تمكنا من أن نصل إلى هذا اليوم، وأنا متفائل بالتوجه الحاشد للجماهير. وكلما أراد أعداء العراق تحقيق شيء يزداد الشعب تحديا''، مضيفا ''الناخب العراقي أصبحت لديه خبرة في حسن الاختيار وتحمل مسؤولية اختياره''. وفي ظهور مفاجئ، دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من إيران الناخبين إلى المشاركة في الاقتراع ونبذ العنف. وكانت الانتخابات السابقة التي جرت عام 2005 قد جاءت بالمالكي إلى سدة الحكم على رأس حكومة هيمنت عليها الأحزاب الدينية الشيعية. أما الانتخابات الأخيرة التي شهدها العراق، فكانت انتخابات مجالس المحافظات في شهر فيفري .2009 وكانت عمليات اقتراع مبكر للانتخابات النيابية في العراق قد بدأت صباح الخميس للناخبين الذين لن يتمكنوا من التوجه إلى التصويت الأحد وأغلبهم من قوات الأمن المكلفة بحماية مراكز الاقتراع. أما عراقيو الخارج والموجودون في 16 دولة عربية وأجنبية ويقترب عددهم من المليون ونصف المليون عراقي، يواصلون اليوم الأحد ولليوم الثالث التصويت في الانتخابات، وسط بلبلة انتخابية، جراء منع العشرات منهم من الاقتراع بسبب حملهم لجوازات سفر قديمة صدرت في عهد النظام السابق وعدم حيازتهم هوية عراقية أخرى أو شهادة الجنسية العراقية. ويتوقع المراقبون أن يحصد ائتلاف وحدة العراق مقاعد مقاربة لما يحصل عليه الائتلاف الوطني أو ائتلاف دولة القانون، ولا سيما بعد استمالته للكثير من الليبراليين، وتحالفاته مع أطراف مؤثرين في المحافظات ذات الغالبية السنيّة، وحتى في نينوى التي يكاد ينحصر التنافس فيها بين الكتلة العراقية والأحزاب الكردية. من جهة أخرى أكد خبراء في الشأن العراقي أن الانتخابات العراقية لن تحمل أي جديد للعراق، لأن المقصود منها هو تكوين تحالفات جديدة، وأن عدم حدوث تغيير في نتائج الانتخابات، تؤدي إلى تغييرات في الواقع السياسي، ربما سيحكم على مستقبل العراق بالفشل، وربما يتطور الأمر ليصبح حربا أهلية عراقية، وهو تريده القوي المعادية للعراق. جاء ذلك خلال مؤتمر ''الانتخابات البرلمانية العراقية وانعكاساتها المحتملة على مستقبل العراق والمنطقة العربية'' الذي عقده المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية، حضره لفيف من المهتمين بالشأن العراقي. واشنطن: تأليف حكومة عراقية قد يستغرق أشهرًا حذر مسؤولون أمريكيون كبار من أن عملية تشكيل حكومة عراقية بعد الانتخابات لتشريعية قد تستغرق ''أشهرا''، مشيرين إلى أن المرحلة الانتقالية ستكون ''خطيرة جدا''. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: إنه ''من الصعب وضع جدول زمني ولكننا نتحدث عن أشهر وليس عن أسابيع''، مذكرا بأنه بعد الانتخابات التشريعية السابقة عام 2005 ''تطلب تشكيل حكومة حوالى خمسة أشهر''. وأضاف: إن هذه الفترة الانتقالية ستكون موضع ''مراقبة عن كثب لأنها قد تكون مرحلة خطرة''. وتابع: ''نتوقع عملية صعبة'' متوقعا عددا كبيرا من الطعون ''لأن الرهانات كبيرة جدا''.