تنقل المدعو (أ· محمد) البالغ من العمر 57 سنة صباح يوم 30 مارس 2009 إلى محطة النقل البري بالخروبة لمزاولة عمله كسائق طاكسي للنقل بين الولايات، كالعادة، بعدما أوصل ابنته إلى مقر عملها، غير أن ذلك اليوم لم يكن كسابقه وكان آخر يوم في حياته· ففي حدود الساعة السابعة، تقدم كل من (د· ساعد) و(د· غلام الله) شقيقين قدما من منطقة مفتاح وطلبا منه نقلهما إلى تيسمسيلت، وهذا ما حدث فعلا بحيث ركب الزبونان، الأول بجانبه والثاني خلفه، وكانت بداية الرحلة عادية إلى غاية وصولهم إلى تيسمسيلت، وفي منطقة خالية طلب المدعو (د· ساعد) من السائق التوقف من أجل قضاء حاجة بعدما وجهه إلى مسلك ترابي، وبمجرد توقفه نزل هذا الأخير، فيما بقي شقيقه الذي كان خلفه يترصده إلى أن أشار له الآخر برأسه وعندها أخرج سكينا ووضعه على رقبته، وعندها حاول الضحية أخذ عصا للدفاع عن نفسه، لكنه لم يتمكن من ذلك، فبعد إشارة ثانية من الآخر قام بذبحه ثم وجه له ثلاث طعنات على مستوى البطن ونزل من السيارة، وتقدم شقيقه ساعد المدبر للجريمة الذي واصل طعنه ب 19 طعنة بمناطق مختلفة من جسده· وبعدما أصبح جثة هامدة قام المجرمان بجر الضحية خارج السيارة وأخفيا الجثة وسط الحشيش بمزرعة وأقدما على تجريده من كل ما يملكه بحيث سلباه الهاتف النقال ومبلغ 3000 دج، كما حرقا وثائقه الخاصة وأخفيا بذلك أداة الجريمة الشنعاء التي ارتكباها في حق سائق الطاكسي، وبعدها أخذا سيارة الضحية وهي من نوع '' أتوس'' وأخذاها إلى شخص آخر وهو المدعو (ن· ب) الذي طلب منهما إحضار سيارة مسروقة لبيعها بعد تزوير وثائقها، وتم توقيف السيارة بالقرب من خزان المياه المتواجد بمزرعة أبركان مكان إقامة هذا الأخير، وبعد ذلك غادر المدعو (د· غلام الله) إلى الأغواط بعدما سلمه شقيقه مبلغ 1300 دج ومن هناك توجه إلى مفتاح· فيما تنقل شقيقه إلى بيت خاله بمهدية بتيارت، حيث قام بالاستحمام وتغيير ملابسه دون أن يلفت انتباه أي شخص من أهل البيت الذي كان يتردد عليه كثيرا محاولة منه إخفاء آثار الجريمة النكراء التي اقترفها في حق الضحية الذي كان يسعى لكسب قوته وتوفير لقمة العيش لأسرته التي ذرفت الكثير من الدموع على فقدان أعز إنسان· لكن مهما أخفيت الجريمة ومرت الأيام، إلا أن الحقيقة ستُكشف يوما، وهذا ما حصل بالفعل بعد أسبوع فقط من ارتكابها، ومن كشفها هم الفاعلون ذاتهم لكثرة غبائهم،· فبعد أن تقدمت ابنة الضحية يوم 1 أفريل 2009 بشكوى لدى مصالح الأمن عن اختفاء والدها، باشرت الشرطة تحرياتها انطلاقا من محطة الخروبة ومراقبة الخط الهاتفي للمرحوم الذي استعمله الجاني بتيسمسيلت، وبناء على ذلك تم تحديد المنطقة التي تدور فيها الاتصالات إلى أن تم توقيف المدعو (د· ساعد) الذي لا يتعدى سنه 22 سنة الذي اعترف بما اقترفه، مؤكدا أنه هو من خطط بحكمة لهذه الجريمة بعدما اقترح عليه (ن· ب) أن يحضر له سيارة مسروقة ليقوم بتزوير وثائقها وبيعها· وذكر شريكه (د· غلام الله) البالغ من العمر 19 سنة في التحقيق الذي تم توقيفه بعد ذلك وكذا شقيقهم الأكبر (د· محمد) الذي تورط بعدما باعه ساعد الهاتف النقال الذي سرقه من الضحية، الذي عثر بحوزته· هذا، بالإضافة إلى توقيف خالهم (د· عبد القادر) الذي يسكن بمهدية رفقة صديقه (ن· ب) ليتم متابعتهم على أساس جناية تكوين جماعة أشرار والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والسرقة بالتعدد وإخفاء أشياء متحصلة عن جناية وجنحة عدم الإبلاغ عن جناية، وأحيلوا بذلك على محكمة جنايات العاصمة· وخلال جلسة المحاكمة، حاول المتهمون التنصل من التهمة المنسوبة إليهم، فيما حاول المتهم (د· ساعد) إلقاء كامل المسؤولية على عاتقه بحكم أنه من خطط ونفذ الجريمة لوحده، وأن شقيقه غلام الله تنقل معه إلى تيسمسيلت، لكنه فرّ عندما حاول قتل الضحية، وعلى أساس التهمة طالب النائب العام في حق المتهمين (د· ساعد) و(د· غلام الله) بعقوبة الإعدام والتمس 20 سنة سجنا نافذا في حق (ن· ب) و(د· عبد القادر) و5 سنوات سجنا نافذا في حق (د· محمد)·