عرضت، صبيحة أمس، بالقاعة الكبرى لدار الثقافة مولود معمري، ثلاثة أفلام داخلة في منافسة المهرجان الثقافي الوطني السنوي للفيلم الأمازيغي، ويتعلق الأمر بالفيلم القصير الذي يحمل عنوان ''رسالة الحائط'' مدته 9 دقائق و26 ثانية للمخرج مراد حيمر، وهو الفيلم الذي تناول قضية تتمثل في فن الكتابة الحائطية الذي أصبح شائعا في مجتمعنا، الذي يستخدمه الطفل البريء ليفرض مقاومته على المجتمع، وقد استطاع المخرج نقل الصورة الحقيقة لفن الكتابة الحائطية، يليه فيما بعد عرض فيلم وثائقي بعنوان ''تينهينان أسطورة الطوارف'' للمخرج ربيع بن مختار، والذي تناول حياة ونضال هذه المتمردة التي تنحدر من البيئة الأمازيغية المعروفة ب ''الطوارف''· من خلال هذا الفيلم الوثائقي، ركز المخرج بصفة أكثر على إظهار العناصر المونوغرافية المتعلقة ب ''تينهينان'' وليس فقط كشخصية أسطورة، لكن حتى من النصب التذكاري المقام بمنطقة ''أباليسة'' والقبر الذي دفنت فيه، وهيكلها العظمي الذي لا يزال إلى يومنا هذا بمتحف الباردو بالعاصمة، كما ركز كذلك هذا الفيلم على التعريف أكثر بالمجوهرات التي كانت تلبسها ''تينهينان'' وبعض اللوازم الشخصية التي تستخدمها· لكن، وحسب المتتبعين والعارفين للسينما، فإن المخرج فشل في تجسيد الصورة الحقيقية لهذه الأسطورة، حيث تناول الجوانب السطحية فقط، وابتعد كثيرا عن حياتها النضالية، كما أخفق كذلك في الموسيقى التي أدرجها في الفيلم، حيث اعتمد على الموسيقى الممزوجة بين الموسيقى العصرية والقديمة، متجاهلا الموسيقى الطرفية التي من شأنها إضافة لمسة فنية للفيلم· أما الفيلم الثالث الذي عرض خلال اليوم الأول من المنافسة، هو فيلم وثائقي بعنوان ''وان تو ثري فيفا لالجيري'' للمخرج كريم والد والحاج، الذي نقل الأجواء الرائعة التي صنعها أنصار الفريق الوطني الجزائري في ولاية تيزي وزو على غيرها من الولايات، وهذا خلال استعداداهم للسفر إلى أم درمان السوداني للوقوف عن قرب على ''الخضر''، وقد اعتمد المخرج على نقل بعض اللحظات الرائقة والحاسمة والمتعصبة والبهيجة التي عاشها الأنصار قبل وأثناء وبعد المقابلة التي جمعت بين المنتخب الوطني الجزائري والمنتخب المصري يوم 18 نوفمبر ,2009 التي حقق فيها زملاء عنتر يحى تأشيرة التأهل إلى منافسات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، وهي الفرحة التي حاول المخرج ربطها بأفراح 5 جويلية 1962 عندما استرجعت الجزائر حريتها· من خلال العرض استطاع الفيلم أن يحرك الحاضرين ويتفاعلون معه بحماس وحرارة·