الركود الذي يميز الساحة السياسية والكومة الدائمة التي تعيش فيها الأحزاب مستمرة إلى أجل غير مسمى·· ضحك حماري وقال·· الأجل معروف يا صديقي·· عندما يحين وقت الانتخابات سوف ترى كل الأحزاب بشطحاتها، تخرج من جحورها وتنفض الغبار عن نفسها وتخرج للشطيح والرديح·· قلت له·· صحيح وها هو الأفلان يعقد مؤتمره بحضور ''الغاشي'' الخاص به رغم أن رسالة الوصاية دعت بوضوح إلى ''تشبيب'' الحزب، ولكني لا أظن ذلك؟ قال حماري·· تقصد أن ''الشيوخ'' سوف يتركون مكانهم للشباب أمثالي وأمثالك؟ قلت له·· المثل يقول ''شيخ بلا شيخ ما هو شيخ'' وأنت تعرف أن المسؤولية في بلادنا تمشي مع الدم وليس هناك شيخا يقبل أن يترك مكانه لي كان سواء في حزب أو في دوار؟؟ ضحك وقال·· فعلا كلامك صحيح يا صديقي ولكن أظن أن الشباب لا يقدرون على ''زنيقات'' السياسة·· الخبرة مطلوبة أكثر من السن·· قلت·· نعم الخبرة مطلوبة ولكن السياسة ممارسة وهذا ما يكسبك الخبرة أيها الحمار· نهق حماري عاليا وقال·· أه لو كانت الظروف إلى جانبي واستطعت أن أسس حزبا سياسيا لفعلت به العجب·· قلت له·· فعل غيرك حتى تفعل أنت·· ليس هناك أسهل من الكلام أما الفعل·· فها هي الأحزاب أمامك لا تتحرك إلا بالمنشطات·· ضحك وقال·· يا صاحبي البلد كله يمشي بالمنشطات وليس الأحزاب وحدها، مؤسسات الدولة ومسؤولوها وغاشيها وكلهم·· وأنا وأنت كلنا نخضع لنفس السيستام·· هذه هي العادة·· قلت له·· ويحك أيها الحمار·· ما دمت تعلم أن البلد كله يمشي برحمة الوالدين لماذا إذا تريد أن تدخل في معمعة السياسة وتقلق راحتي وراحتك·· قال صارخا·· السياسة هي الحل الوحيد حتى أصبح حمارا فعالا في المجتمع·· ضحكت من كلامه وقلت له·· صدقني أنت تفيد المجتمع ببطالتك أفضل من لو كنت مسؤولا أو سياسيا أو حتى مصلحا اجتماعيا··