كشفت مجموعة من الإحصائيات المدرجة في التقرير الخاص بوزارة الصناعة وترقية الاستثمار حول الاستراتيجية الوطنية لتنمية الصناعات الغذائية، أن الجزائري من أكثر شعوب المنطقة سوءا من حيث نوعية التغذية التي يحظى بها· شمل التقرير بالدراسة تطور نمط التغذية للفرد الجزائري، حيث جاءت بمثابة تجميع لعدد كبير من الإحصائيات بما فيها تلك التي تنشرها منظمة الزراعة والتغذية التابعة للأمم المتحدة· ومن بين الأمور المهمة التي عاد التقرير ليركز عليها سوء التغذية لدى الجزائري الذي بات يتراجع في كثير من المواد الضرورية مقابل ارتفاع استهلاك مواد من شأنها الإضرار بصحة الفرد· من الأمثلة المدرجة ضمن التقرير تلك المتعلقة باستهلاك زيت الزيتون، الذي تراجع من حوالي ثلاثة كيلوغرامات - قبل عملية التحويل - سنة 1962 للشخص إلى حوالي كيلوغرام واحد سنة .2008 وذات الأمر ينطبق على الزيوت الحيوانية التي شهدت تراجعا ملحوظا خلال عشرية السبعينيات بلغ حجم الاستهلاك حوالي ثلاثة غرامات للشخص في اليوم الواحد لتصل في 2005 إلى أقل من 2 غرام في اليوم للشخص الواحد· والواقع أن التراجع في الاستهلاك شمل تقريبا كل المواد الغذائية الضرورية للنمو وللحفاظ على الصحة· في هذا السياق، جاءت الأرقام لتؤكد أن الجزائري يستهلك حوالي29 كيلوغراما من اللحوم في السنة في الوقت الذي يصل حجم الاستهلاك في المغرب حوالي 38 كيلوغرام وحوالي 45 كيلوغراما في تونس· وذات الأمر ينطبق على استهلاك الخضر والفواكه، حيث تبقى نسبة استهلاك هذه المواد متأخرة مع باقي دول المنطقة· ولا عجب أن ترتفع نسبة الأمراض المرتبطة بشكل مباشر بسوء التغذية، على غرار مرض فقر الدم· والمثير في تطور المواد التي تلقى إقبالا من طرف الجزائريين ارتفاع استهلاك المشروبات الغازية والمرطبة· فقد شهدت هذه الصناعة التحويلية رواجا كبيرا، غير أن الإشكال يكمن في استعمالها لمواد حافظة وكيمائية من شأنها الإضرار بصحة المستهلك، والحال نفسه ينطبق على العديد من المواد الغذائية المحولة التي تقوم في الأساس على مكونات كيميائية لما لها من تأثير سلبي مباشر على الصحة· أما بخصوص ظاهرة السمنة المفرطة التي باتت تظهر في المدن الكبرى، يشير التقرير إلى أنها تعود بالدرجة الأولى لتلك المواد الغذائية التي تدخل فيها مكونات كيميائية ومواد حافظة تسبب هذه الحالات غير الصحية·