إفتتح، رسميا، أول أمس، أحمد ناساتي بيغالي سفير تركيا، فعاليات أسبوع الفيلم التركي بالجزائر الذي تحتضنه بلادنا إلى غاية 28 مارس بقاعة ابن زيدون، الذي سيتم خلاله عرض 18 فيلما سينمائيا طويلا· إعترف، أحمد ناساتي بيغالي، بتأخر هذه التظاهرة كثيرا بالنظر للعلاقات الطيبة بين البلدين، حيث أن موجة الدراما التركية التي اجتاحت المنطقة العربية بشكل كبير وفرضت على تركيا تنظيم هذه التظاهرة لتقريب إنتاجها السينمائي من الوطن العربي، وأشاد بالمناسبة بتعاون وزارة الثقافة وتسهيل ديوان رياض الفتح لمهام الوفد التركي المنظم للتظاهرة· الإفتتاح الرسمي كان بفيلم ''أبي وابني'' للمخرج ''سيغان ايرماك'' الذي كان حاضرا بالقاعة والذي عبر أثناء تقديمه للفيلم عن سعادته بتواجده في الجزائر لأول مرة وقال أنه يأمل في أن تتوج زيارته بمشروع تعاون سينمائي مع الجزائر· فيلم ''أبي وابني'' أنتج سنة 2005 بمشاركة ممثلين كبار، عالج على مدار 96 دقيقة قصة ''دنيز'' الفتى الصغير الذي يغادر إسطنبول بعد 7 سبعة سنوات من وفاة أمه في انقلاب 1980 بتركيا، حيث يصل رفقة والده ''صادق'' إلى مدينة أزمير أين يعيش جده رفقة العائلة الكبيرة في مزرعة، ''دنيز'' هذا الذي اعتاد على حياة المدن الكبرى يصطدم بواقع آخر مغاير لما كان عليه، عائلة كبيرة وغريبة العم ''سالم'' الساذج الذي يحب الكل ويتأثر لأتفه الأسباب، الخالة ''كول بياض'' المتعجرفة، وزوجة العم ''حنيفة'' التي تتحدث دائما بالصراخ، خاصة مع الخلاف الذي يعيشه أبوه مع جده بسبب انشغال الأول بالسياسة بدل الدراسة التي من أجلها ظل في إسطنبول مما كلفه سنوات قضاها في السجن، لكن مشاعر الحب الكبيرة والخيال الواسع الذي يملكه الصغير، بالإضافة إلى حبه الكبير للقراءة والمطالعة والتي كانت من مميزات جده في شبابه، ساهم في التقريب بين جده وأبيه وتصالحهما قبل أن يموت هذا الأخير بمرض خبيث، واستطاع حتى كشف أدق أسراره التي منها الغرفة المغلقة التي كان ممنوع على أي كان من العائلة دخولها والتي كان بها كاميرا بفيلم للإبن صادق يراه الجد كلما اشتاق لإبنه· إستطاع الفيلم رغم بساطة الحكاية التي يرويها تجسيد معظم المشاعر النبيلة التي لا يزال المجتمع التركي خاصة، والإسلامي عامة يحافظ عليها، من خلال جد ''دنيز'' الذي كان يريد أجمل الأشياء لابنيه حتى الأسماء كانت في مستوى أحلامه ''سالم'' و''صادق''، بالإضافة إلى خطيبة صادق السابقة التي تأثرت بحالته وزارته خلسة عن زوجها في المستشفى·