قال الرئيس السوري، بشار الأسد، إن مقابلة إسرائيل للسلام بالمستوطنات والحصار أمر ينذر بعواقب خطيرة في المنطقة، وجدد تحذيره من مخاطر استمرار حصار إسرائيل لقطاع غزة واتباعها لسياسة الاستيطان في الضفة الغربية· وأضاف الأسد في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأرميني سيرج سركيسيان في دمشق، أول أمس الإثنين، أن الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط خاصة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعملية السلام المتوقفة وكذلك الأوضاع في منطقة القوقاز كانت محور مباحثاتهما· وجدد استعداد سوريا للعب دور بهدف إيجاد أرضية مشتركة لبناء علاقات تركية أرمينية طبيعية تخدم أمن واستقرار المنطقة، مشيرا إلى أن علاقات دمشق الطيبة مع البلدين تخدم هذا المسعى· وأكد الأسد ضرورة العمل لتجاوز جميع الخلافات بين تركيا وأرمينيا واعتماد مبدأ الحوار بينهما للاستمرار في مسيرة بناء الثقة، واصفا قرار الرئيس سركيسيان بالسير في العلاقات مع تركيا بالقرار الشجاع المستند إلى نظرة بعيدة· وأشار إلى أن العلاقة بين أرمينيا وتركيا تمر بمرحلة انتقالية طبيعية وتشبه هذه المرحلة بإقلاع الطائرة التي تحتاج إلى تركيز من قائدها، وفي المراحل الانتقالية يحصل سوء تفاهم وأخطاء· من جانبه، قال سركيسيان إن بلاده تسعى لتطبيع العلاقات مع تركيا، وإنها تقوم بذلك منطلقة من سعيها الجدي في سبيل الاستقرار وتعزيز الأمن جنوب القوقاز· وأعرب عن تفاؤله بشأن إقامة تعاون سوري أرميني مثمر، معتبرا أن العلاقات الودية ستصبح ضمانة متينة لتلك الصلات التي تضمن تطوير العلاقات الثنائية بصورة طبيعية· وأشار إلى أن مباحثاته مع الأسد تناولت العديد من المسائل السياسية والثقافية والعلمية والفنية، مؤكدا وجود استعداد لدى الطرفين لفهم مواقف بعضهم البعض· وقال سركيسيان إنه سيتم توقيع عشر وثائق (اتفاقيات) للتعاون بين البلدين في مجالات الطاقة والعدل والزراعة والداخلية وغيرها من المجالات· وكان الرئيس الأرميني وصل إلى دمشق الاثنين في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام·