تتواصل التحركات الدبلوماسية الغربية في منطقة الشرق الأوسط بهدف دفع عملية السلام عبر زيارة عدد من المسؤولين والسياسيين الأوروبيين والأميركيين. وركزت هذه الزيارات التي شملت لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية وإسرائيل على تفعيل مسار السلام الإسرائيلي مع الفلسطينيين والسوريين. وفي هذا الإطار يواصل المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل أمس جولته بزيارة للبنان وسوريا، وكان ميتشل قد بحث في القاهرة مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط نتائج محادثاته مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وجدد ميتشل في تلك المحادثات للطرفين التزام إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بإعادة تفعيل مسار السلام الفلسطيني الإسرائيلي في إطار خارطة الطريق والدفع باتجاه حل الدولتين كخطوة أولى على هذا المسار. وأجرى ميتشل في وقت سابق مباحثات في عمّان مع ملك الأردن عبد الله الثاني ذكر بيان للديوان الملكي الأردني أنها تناولت الخطوات التي يجب اتخاذها لإطلاق مفاوضات جادة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وفي سياق إقليمي يحقق السلام الشامل والدائم وفقا للمرجعيات المعتمدة خصوصا مبادرة السلام العربية. ومن جهته أجرى الرئيس السورى بشار الأسد أول أمس مباحثات مع الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ركزت على عملية السلام فى الشرق الأوسط، ودعم الإدارة الأميركية الجديدة للقيام بدور قوي تجاه تحقيق عملية السلام خلال فترة رئاسة أوباما. وذكرت تقارير إعلامية أن الجانبين تطرقا أيضا للوضع على الساحة اللبنانية، خاصة عقب انتهاء الانتخابات النيابية التي أجريت الأحد الماضي. وأعرب كارتر في مؤتمر صحفي عقب لقائه الأسد عن أمله في تحسن العلاقات السورية الأمريكية في ظل إدارة الرئيس أوباما الذي يرغب بانتهاج سياسة جديدة مع جميع دول المنطقة يغلب فيها طابع الحوار والاحترام المتبادل. وأشار كارتر إلى أن سوريا لاعب أساسي في المنطقة وأنه يعتقد أن الإدارة الأميركية راغبة في تطوير هذه العلاقة، مطالبا في الوقت نفسه الحكومة الإسرائيلية الحالية بإيقاف الاستيطان واعتماد أسس السلام. وفي ذات الإطار عقد كارتر أمس الاول اجتماعا بدمشق مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل، بحثا فيه آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية والرؤية الأمريكية للوضع الفلسطيني. وذكرت أوساط فلسطينية مقربة من حماس أن الاجتماع تناول موضوع الحصار المفروض على قطاع غزة واستمرار العدوان الإسرائيلي. وأشارت إلى أن الاجتماع أتاح فرصة للاستماع إلى ما يقدمه كارتر بشأن المستجدات لدى الإدارة الأميركية عن موضوع النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، خاصة بعد خطاب أوباما في القاهرة الأسبوع الماضي. وقال عضو المكتب السياسي لحماس أسامة حمدان في تصريح صحفي: ''إن لقاء كارتر مع قيادة الحركة يأتي في إطار قناعة بدأت تسود لدى عامة المعنيين بالملف الفلسطيني أنه لا يمكن تجاهل حماس''. وتزامنت هذه التحركات مع الجولة التي يقوم بها منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إلى المنطقة تشمل لبنان، ثم مصر بعد زيارته إسرائيل. وأشارت المتحدثة باسم سولانا إلى تطابق الموقفين الأمريكي والأوروبي تجاه الخطوات الواجب اتخاذها لتفعيل العملية السلمية في ضوء خارطة الطريق لإعادة بناء الثقة. وأكدت في هذا الإطار وقف أعمال العنف المتبادل وتجميد بناء المستوطنات أو توسيعها والبدء في مفاوضات حقيقية على جميع المسارات من شأنها التوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم في المنطقة بأكملها.