تنقلت عدوى الإجرام في مجتمعنا حتى داخل الحرم الجامعي، بحيث قام طالب جامعي بالإقامة الجامعية حيدرة وسط، بمحاولة قتل صديقه المقرب الذي كان يشاركه نفس الغرفة، حيث باغته عندما كان نائما بعدة طعنات كادت أن تضع حدا لحياته لسبب أقل ما يقال عنه أنه تافه، فالجريمة التي كادت أن تقع كانت نتيجة خلاف بينهما بسبب مصادقة الضحي ة لشخص آخر كان معهما بنفس الغرفة، لكن على الرغم من اعتراف المتهم بهذا الخصوص، إلا أن القضية بها لُبس وغموض لم يكشف عنها الطرفان، حاول القاضي خلال جلسة المحاكمة التلميح إليها· فالمدعو (ب· عماد) البالغ من العمر 20 سنة، وهو طالب من ولاية جيجلو يدرس بالسنة الثانية تخصص تجارة بالمدرسة العليا للتجارة، كانت تجمعه علاقة صداقة حميمية مع الضحية المدعو (س· محمد العربي)، لكنها لم تدم طويلا بسبب خلاف بينهما، وعندها قام الضحية بمصاحبة زميلهم الثالث بالغرفة بعدما تخلى عنه، هذا ما أثار غيرته وحاول عندها الانتقام منه وإفشاء غليله، ومن أجل ذلك توجه إلى الحراش، حيث قام بشراء خنجر من الحجم الكبير، وهذا قبل 15 يوما من الواقعة، التي استغل خلالها نوم الضحية ليتهجم علية ويطعنه بست طعنات على مستوى الفخذ الأيسر والكتف والبطن، هذا ما جعله يسقط أرضا، بحيث تسحب إلى أن وصل إلى باب الغرفة ليستنجد ببعض الطلبة الذين كانوا بالرواق، غير أن الجاني بقي واقفا بالغرفة ولم يحرك ساكنا لمدة من الوقت، ثم لاذ بالفرار· وعلى جناح السرعة تم نقل الضحية إلى مستشفى بئر طرارية لتقديم الإسعافات الأولية، حيث خضع لإجراء عملية جراحية لاستئصال المرارة وجزء من الكبد، بالإضافة إلى تمزق بعض الأمعاءئ حيث بقي الضحية 11 يوما في المستشفى، خمسة أيام منها قضاها بالإنعاش· مصالح الأمن، وفور تلقيها خبر من مستشفى بئر طرارية مفاده تعرض الضحية (س· محمد العربي) إلى الضرب والجرح بسلاح أبيض، تنقلت إلى المستشفى واستمعت إلى الضحية الذي قال بأنه تعرّض للضرب والجرح من طرف زميله (ب· عماد) داخل الغرفة بواسطة خنجر كبير كان قد أخفاه الجاني بين حاجياته· غير أن الجاني، وفي اليوم الموالي من الحادثة، عاد إلى الإقامة ليتم القبض عليه من طرف مسؤول الأمن بإقامة حيدرة وسط وإحالته على مصالح الأمن· وأثناء التحقيق معه، صرح أنه ضرب الضحية بعدة طعنات، لكنه لم يكن ينوي قتله، وإنما كان ذلك بدافع إفشاء غليله عندما تخلى زميله الضحية في قضية الحال عن مصاحبته واستبداله بزميل آخر في الغرفة، مضيفا في اعترافاته أنه قبل شهرين من الواقعة قام الزميل الثالث في الغرفة بضربه بقوة على مستوى جهازه التناسلي سببت له مضاعفات جعلته يعرض نفسه على طبيب، مشيرا إلى أن هذه الواقعة أثرت عليه كثيرا، ومصادقة هذا الشخص للضحية هو الأمر الذي دفعه إلى الاعتداء عليه، وهذا ما صرح به كذلك أمام هيئة محكمة جنايات العاصمة خلال جلسة المحاكمة بعد متابعته بجناية محاولة القتل العمدي· وعلى أساس ذلك طالبت النيابة العامة في حقه بعقوبة السجن المؤبد لثبوت أركان الجريمة في حقه كونه خطط لها مسبقا ونفذها معترفا بذلك، غير أن المحكمة بعد المداولات أدانته ب 7 سنوات سجنا نافذا·